منذ مئات السنين ، في مدينة عربية ، كان يعيش اثنان من الأصدقاء هما عصام وحاتم ، وكانا من المسلمين الطيبين الصالحين ، عصام اسمه : عصام بن يوسف ، وحاتم اسمه : حاتم الأصم .

وجاء وقت الصلاة :
وفي يوم من ذات الأيام ، كانا جالسان مع ناس آخرين ، يتحدثون ويتكلمون في مسائل علمية وأدبية مختلفة ، وجاء وقت الصلاة ، فقام بعضهم للوضوء ، وبعضهم كان متوضئا ، وكان حاتم ممن قاموا للوضوء ، ولكنه تأخر  ونظر إليه عصام فرآه يقف أمام الماء ، ينظر إليه ولا يتوضأ .. وكأنه يفكر في شيء ما !.

أسئلة عصام :
ومر بعض الوقت ، ثم بدأ حاتم يتوضأ ، فلما انتهى من الوضوء ورجع ، سأله عصام : لماذا تأخرت في الوضوء يا حاتم ؟ ولماذا كنت تقف أمام الماء ؟ وتنظر إليه وتفكر ؟ في أي شيء كنت تفكر ؟.

الأعضاء الباطنة :
قال حاتم : أقول لك يا أخي عصام .. إننا عندما نتوضأ نغسا الأعضاء السبعة ، نغسل اليدين ، والفم والأنف ، والوجه والذراعين ، والرأس والأذنين ، والقدمين هذه الأعضاء الظاهرة ، وهذا هو الوضوء الظاهر ، فقال عصام : وهل هناك أعضاء أخرى باطنة .. غير هذه الأعضاء الظاهرة !.

الوضوء الباطن :
قال حاتم : إني قبل أن أبدأ بهذا الوضوء الظاهر ، أقوم بوضوء باطن ، دهش عصام ، ثم قال : وما هو الوضوء الباطن ؟ هل وأنت تقف أمام الماء وتنظر إليه وتفكر ، هل كنت تقوم بهذا الوضوء الباطن ؟ كيف ؟ قال حاتم : إني قبل أن أبدأ بغسل الأعضاء السبعة بالماء ، أغسل داخلي نفسي بسبعة مطهرات : بالتوبة إلى الله ، والندم على ما فعلت من ذنوب ، وترك حب الدنيا ، وثناء الناس ، وترك حب الرياسة ، وترك الغل ، والحسد .

اندهاش وتعجب :
فتعجب عصام وقال : إذا كنت تتوضأ بهذه الطريقة ، فكيف تكون صلاتك ؟!.. قال حاتم : أقف للصلاة ، وأنسى الدنيا وما فيها ، وكأني أرى الكعبة أمامي ، وأشعر بأن الله يراني ، وأن الجنة عن يميني ، والنار على شمالي ، وملك الموت وراء ظهري ، كأني أضع قدمي على الصراط المستقيم يوم الحساب ، وأظن أن الصلاة آخر صلاة أصليها ، فالموت يأتي فجأة ، ثم أنوي الصلاة  وأكبر ، وأفكر فيما أقرأ من القرآن ، وأركع بتواضع لله ، وأسجد بتضرع وخشوع لله ، وأتشهد بالرجاء ، وأسلم بالإخلاص .

الثواب والعقاب والموت :
زادت دهشة عصام ، وقال لحاتم : منذ متى وأنت هكذا ؟! .. قال حاتم : هكذا أتوضأ وأصلي منذ أن علمت أنني مخلوق ، وأن الله هو الخالق العظيم ، وأنني إن كنت أحيا اليوم ، فلاشك أنني سأموت في يوم ما ، وأنه لابد بعد الموت من الحساب ، ثم ثواب أو عقاب ، وجنة أو نار .

لماذا بكيّ عصام :
تأثر عصام بهذا الكلام ودمعت عيناه ، وهو يقول : منذ كم من السنين وأنت تفعل هذا.. ؟ قال حاتم : منذ ثلاثين سنة ، مرت وأتذكرها الآن ، كأنها كانت ساعة من الزمان ، زاد تأثر عصام ونزلت دموعه على خديه ، وقال : أكرمك الله يا حاتم ، وأنا أيضًا سأبدأ من الآن في وضوء الباطن ، قبل الوضوء الظاهر ، وأدعو الله أن يتقبل منا ، لأن الحياة كلها مهما عاش الإنسان ، تمر وكأنها ساعة من الزمان .

Lars

منشور له صلة

قراءة تاروت الابراج اليومية ليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 مع ملك التاروت جاد

قراءة تاروت الابراج اليومية. اكتشف ما يخبئه لك اليوم مع قراءة التاروت اليومية لجميع الأبراج…

4 أسابيع منذ

قراءة تاروت الابراج اليومية ليوم الاثنين 2 سبتمبر 2024 مع ملك التاروت جاد

قراءة تاروت الابراج اليومية. اكتشف ما يخبئه لك اليوم مع قراءة التاروت اليومية لجميع الأبراج…

4 أسابيع منذ

قراءة تاروت الابراج الاسبوعية من الاثنين 2 سبتمبر 2024 إلى الاحد 8 سبتمبر 2024 مع ملك التاروت جاد

قراءة تاروت الابراج الاسبوعية اكتشف ما يخبئه لك هذا الأسبوع مع قراءة التاروت الأسبوعية لجميع…

4 أسابيع منذ

حساب التوافق بين شخصين حسب اسم الام

حساب التوافق بين شخصين حسب اسم الام لماذا يُعتقد أن اسم الأم له تأثير على…

شهر واحد منذ

قراءة تاروت الابراج اليومية ليوم الاحد 1 سبتمبر 2024 مع ملك التاروت جاد

قراءة تاروت الابراج اليومية. اكتشف ما يخبئه لك اليوم مع قراءة التاروت اليومية لجميع الأبراج…

شهر واحد منذ

قراءة تاروت الابراج اليومية ليوم السبت 31 اغسطس 2024 مع ملك التاروت جاد

قراءة تاروت الابراج اليومية. اكتشف ما يخبئه لك اليوم مع قراءة التاروت اليومية لجميع الأبراج…

شهر واحد منذ