قصة الدور الخفي

في أحد المزارع الخضراء كان يعيش حمار وكلب مع مجموعة أخرى من الحيوانات ، وكان لكل واحد منهم عمله ووظيفته داخل المزرعة .

طريق السفر :
كان المزارع يخرج كل صباح ، حاملاً الحليب لبيعه على عربة ، والعربة كان يجرها الحمار إلى المدينة ، والمسافة كانت بين المزرعة والمدينة طويلة ، وإضافة لذلك فهي وتحتاج إلى وقت طويل منه.

الحمار والكلب :
وفي هذا الطريق ، يتعب منه الحمار كثيرًا في عمله ، فهو يخرج صباحًا ويعود مساءًا مرهقا ، من طول السفر وثقل الوزن ، فعمله شاق جدًا ، وعندما يعود الحمار إلى الإسطبل يجد الكلب نائما بكسل وطمأنينة تامة !

تعنيف الحمار للكلب :
أغاظ الحمار هذا المنظر ، الذي يتكرر أمامه كل يوم ، فاحتدم الشجار بين الحمار والكلب بكثرة النوم والكسل ، فعنف الحمار الكلب ، قائلاً له : أنت عديم الفائدة ، تستريح في النهار وتزعجنا بنباحك في الليل ، وعليك الخروج من المزرعة ، فأنت لا فائدة ترجى منك هنا .

كلب الحراسة :
أجاب الكلب : لا يمكن الاستغناء عني أبدًا ، فأنا أحرس المزرعة ، عند غياب صاحب المزرعة في السوق … وفي إحدى الليالي كانت الأمطار شديدة ، والرياح قوية ومدوية ، دخل لص إلى المزرعة محاولا سرقة المزرعة ، فما ان وصل إلى حظيرة الأبقار ، حتى سمع الكلب حركة اللص ، وتحسس بأنفه رائحة أحد يدخل إلى حظيرة الأبقار ، فعرف أنه لص ، وأنه شخص غريب عن المكان خاصة ، عندما رأى اللص وقد ربط إحدى الأبقار ، وأخذ يحاول جرها للخرج بها .

الكلب واللص :
بدا الكلب بالنباح الشديد ، ليوقظ المزارع ، فقام وقفز ليمسك باللص ، ويعضه في رجله حتى طرحه أرضًا ، حاول اللص الهرب ولكنه لم يفلح في ذلك ، لأن الكلب قد غرز أنيابه القوية في ساقه الأخرى .

صاحب المزرعة واللص والشرطة :
خرج الفلاح مسرعا بعد سماع نباح الكلب ، ليرى سبب الجلبة ، التي تحدث فوجد الكلب يمسك باللص ناشرًا مخالبه وأنيابه عليه ، أخذ الفلاح اللص إلى الشرطة لينال جزاءه .

أهمية الكلب للمزرعة :
ومنذ ذلك اليوم ، أدرك الحمار قيمة الكلب ، النائم صباحًا ومساءًا ، وعرف أهميته وأعجب بذكائه وشجاعته وأدرك أن ما قام به الكلب لا يمكنه القيام به .

اعتذار الحمار ومعرفته الدور الخفي :
فاعتذر الحمار من الكلب ، وقال له : يا صديقي لقد كنت رائع ، فلولاك لسرقت كل البقرات من المزرعة ، وهكذا عرف الحمار أن كل مخلوق من هذه المزرعة ، وفي هذه الحياة ، له دور لا يمكن الاستغناء عنه ، بعد أن كان يعتقد أنه هو الذي يتعب ويشقى فقط في هذه المزرعة .