نهانا ديننا عن الغيبة ، فهي صفة مذمومة في الإنسان المسلم الحق ، فليس من حقنا أن نتحدث عن الغير بما ليس فيه ، خاصة ما يكره وهو ليس موجود بيننا ، أثناء إلقاء هذا الحديث عنه ، وهذا هو ما روته الجدة أم أيمن لنا .

في منزلها الريفي الجميل ، جلست الجدة الطيبة أم أيمن برفقة أحفادها ، وقالت لهم لقد اشتقت إليكم جميعًا يأ أولادي ، فسألتها حفيدتها سعاد ، ونحن أيضًا استقنا لك يا جدتي الطيبة ، ولكنني أرغب في سؤالك بأمر ما ، لماذا تدعيننا بأولادي ، على الرغم من أننا أحفادك ؟ فأجابتها الجدة وهي تبتسم بطيبة بالغة ، يا عزيزتي ليس هناك أعز على قلب الأم ، من أبناء الأبناء ، فهي تعتبرهم أبناء لها وتحبهم بقدر محبتها لأبنائها وأكثر ، فابتسمت سعاد وقالت لها ، أدامك الله في حياتنا يا جدتي الرائعة .

هنا تدخل سعيد في الحوار وسأل جدته ، ألن تروي لنا قصة اليوم؟ فأجابته الجدة هل أديتم واجباتكم لمدرسية ، فأجابوها بصدق أن نعم ، وسألتهم إن كانوا قد أدوا فريضة صلاة العشاء ، وتناولوا طعامهم فأجابوا بصدق أيضًا أن نعم ، فحمدت لجدة ربها وشكرته ، على تلك النعمة ثم قالت لهم سوف أحدثكم الليلة يا أولادي ، عن الشخص المغتاب ، فسألها حفيدها الثالث أحمد ، من هو المغتاب يا جدتي ؟

فأجابته هو ذلك الشخص الذي يذكر الناس بما يكرهون ولا يحبون ، وهذا هو ما فعله بطل قصتنا ، الذي لا ينفك يذكر رفاقه ومعارفه بالسوء أثناء غيابهم ، فيقول هذا قصير وهذا أنفه غير مستقيم ، وهذا لا يستطيع السير بشكل طبيعي مثلنا ، وغيرها من الصفات التي تضايق صاحبها ، بينما يذكرها هو ليضحك غيره في غياب هؤلاء ، مما تسبب في ابتعاد لكثير من رفاقه عن صداقته .

استكملت لجدة قصتها وقالت لهم ، في أحد الأيام خرج الطفل المغتاب ، مع زملائه من المدرسة ، فتعثرت قدمه وسقط وانكسرت نظارته الطبية ، فقالت لها سعاد أكان هذا الولد يرتدي نظارة طبية يا جدتي ؟ فأجابتها أن نعم ، فقال لها أحمد بدهشة ، يرتدي نظارة أي أن نظره ضعيف ، ورغم ذلك يعيب على هذا بالعرج ، وعلى الآخر بشكل أنفه! أليس أولى أن ينظر على عيوبه أولاً قبل أن يتحدث بشأن الآخرين؟ فأجابته الجدة كلامك صحيح يا أحمد ، إذا كان المرء يعيب على غيره عيبًا خُلق به ، فيجب عليه أن ينظر إلى عيوبه أولاً ، وأن يحمد الله ويشكره على كل حال .

سألتها سعاد ماذا حدث يا جدتي بعد ذلك؟ فقالت لها لجدة بدأ الطفل في مد يديه ، بحثًا عن نظارته التي لا يستطيع الرؤية بدونها ، فسألها سعيد ؛ ألم يساعده أحد ؟ فقالت الجدة بحزن ، للأسف يا بني ابتعد عنه الجميع ، ووقفوا يراقبونه وهو يبحث عن نظارته ، دون أن يساعدوه للسانه السليط عليهم ، ودوامه على الغيبة السيئة .

هنا سألت سعاد ، ماذا فعل الطفل بدون نظارته يا جدتي؟ أجابتها الجدة ، رآه أحد المعلمين وهو عائد إلى منزله ، يبحث عن نظارته فساعده حتى وجدها ملقاة على الأرض ، بالقرب منه ولكنها مكسورة ، فأعطاه إياها ليرتديها ريثما يصلحها ، أو يأتِ بأخرى ، ولكن المعلم أخبره ، أن الجميع وقفوا ينظرون له ، دون أن يساعدوه بسبب تأذيهم من لسانه ، وغيبته الدائمة للجميع ، فشعر الطفل بالندم الشديد ، وأخبر معلمه أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى قط ، ولن يتحدث عن أحدهم بالسوء ، أو يغتاب أحدًا مرة أخرى .

Lars

منشور له صلة

تفسير حلم قول لا إله إلا الله على الجن لابن سيرين

تفسير حلم قول لا إله إلا الله على الجن لابن سيرين رؤية الجن في المنام…

يوم واحد منذ

فنجان برج الحوت اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الحوت اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…

يومين منذ

فنجان برج الدلو اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الدلو اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الدلو ماذا يقول فنجانك يا…

يومين منذ

فنجان برج الجدي اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الجدي اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الجدي ماذا يقول فنجانك يا…

يومين منذ

فنجان برج القوس اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج القوس اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال قراءة دقيقة للرموز والإشارات…

يومين منذ

فنجان برج العقرب اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج العقرب اليوم مع قارئة الفنجان المبدعة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…

يومين منذ