مازن الصغير هو طفل في العاشرة من عمره ، انتقل برفقة عائلته لصغيرة إلى منزل جديد ، مجاور إلى عمل والده ، حتى لا يشعر بالإرهاق من قيادة السيارة طويلاً .

واستطاع الأب الطيب ، أن يجد منزلاً جميلاً ، ويكون لمازن فيه غرفة خاصة فرح بها بشدة ، وخاصة الغرفة في الأعلى ، فهي من وجهة نظر مازن ، تذخر بالكثير من الأشياء الثمينة ، فهو دائم الشغف بكل ما هو عتيق ، وقد وجد في الغرفة العلوية ، الكثير من الأباريق والتحف الخشبية والعاجية ، وأيضًا من النحاس .

وفي أحد الأيام قرر مازن أن يصعد إلى الغرفة العلوية ، ويبدأ في فحص ما بها من كنوز ، كما أطلق هو عليها ، وبالفعل صعد إلى الأعلى ، بدأ في البحث هنا وهناك ، ولكن فجأة انغلق باب الغرفة ، وأصبح مازن بالغرفة وحيدًا في الظلام ، فشعر مازن بالخوف الشديد من بقائه وحده ، فبدأ يطرق الباب كثيرًا ، لعل أحدًا يسمعه ولكن دون جدوى ، فبدأ مازن ينظر حوله ، ثم جلس أرضًا وأخذ يبكي من شدة خوفه ، قد ظن أن لا مخرج له من هذا المكان ، خاصة وأنه قد حاول أن يفتح الباب من الداخل ، ولكن للأسف ظل الباب موصدًا بشدة ، دون حراك يذكر .

نام مازن ليستيقظ على ضوء الشمس ، الذي تسلل إليه من فتحات النافذة ، بدأ مازن ينادي على أبويه مرة أخرى ، ولكن دون جدوى ، فبدأ في الالتفات نحو الأشياء الموجودة بالغرفة ، وبالقليل من البحث ، تناسى مازن أمر انغلاق باب الغرفة ، خاصة عندما وجد إبريقًا لامعًا ، وله نقوش مختلفة عما حوله ، فبدأ مازن يحاول قراءة ما عليه من كتابه ، وأخذ يقلبه بين يديه ، إلا أنه فوجئ بجني أزرق اللون ، يخرج من الإبريق مثلما قرأ في القصص ، وقال له الجني أنه خادمه ويمكنه أن يلبي ، له أي طلب يأمره به .

سأل مازن الجني في دهشة ، لماذا تلبي لي أنا تحديدًا أي طلب ، فأجابه الجني لأنه هو من أخرجه من محبسه ، وهو ظل محبوسًا داخل هذا الإبريق ، طيلة أربعين عامًا منصرمة ، فطلب منه مازن أن يأتيه ببعض الطعام ، فقد كان جائعًا ولم يذق الطعام منذ اليوم الفائت ، فأتاه الجني بطعام شهي للغاية ، أكل منه مازن حتى شبع تمامًا .

ثم طلب منه أن يفتح له باب الغرفة المغلقة ، وبالفعل فتح له الجني الباب ، وذهب مازن إلى أسرته الذين كانوا قد بحثوا عنه في كل مكان ، فروى لهم مازن ما حدث معه وكيف اغلق خلفه باب الغرفة ، ولكنه لم يتحدث إليهم الجني الذي أخرجه ، واحتفظ بسر الجني لنفسه ، وبدأ يتعاون معه في مساعدة الفقراء والمساكين ، وشعر مازن أنه حقق بالفعل أمرًا جيدًا .

By Lars