كانت الوردة زينة تعيش مع أخواتها الورود في بستان جميل هادئ ، وتفتح عينيها كل يوم على صباح جميل وتنصت إلى زقزقة الطيور وتنعم بصرها برقة الماء العذب في النبعه القريبة ، وعندما كبرت زينة ونضجت أصبح مأوى لكل النحل والفراش الجميل ، ولكنها كانت تنتفض وتغضب وتهتز عندما تقترب منها أي فراشة أو نحلة ، وتقول لها ابتعدي عني فإنك تشوهين منظري وتريدين أن تمتصين رحيقي الجميل .
فضحكت الورود الناضجة في البستان ونصحتها بالتوقف عن هذا الغرور لأن ذلك يضرها ولا ينفعها ولكن الوردة زينة أبت أن تفعل ذلك بإصرار شديد ، وبعد أيام قليلة ذبلت الوردة زينة بينما كانت الورود الأخرى تنبع بالحياة وتتحول إلى ثمرات جميلة حلوة طيبة ، وفي تلك اللحظة أدركت الوردة زينة خطئها ، ولكن ما نفع الندم إذا مر الوقت وفات الأوان .
فكل شيء خلقه الله تعالى في الطبيعة له هدف ووظيفة معينة خُلق من أجلها ، فخلقت الورود الجميل حتى يقف عليها الفراش والنحل ويتحول رحيقها الجميل لعسل فيه شفاء للناس ، وكذلك الإنسان خلقه الله تعالى لهدف لابد من القيام به حتى يعم النفع والفائدة على الجميع .
مغزى القصة : لا تستقل من المعروف وقدم النفع دائمًا لغيرك طلما أنك قادر على فعله حتى لا ينتهي الوقت ويكون قد فات أوان تقديمه لغيرك ..