كان هناك ذات مرة سلطان قديم وكان قلقًا بشأن أنه لم يقرر من هي التي ستتخلى عن العرش من بنتيه ، فنصحه صديقه الوزير قائلًا : اجعل الأختان تقودان التجارب بنفسهما لأن الحياة رحلة طويلة ؛ أليس كذلك ؟ ، اجعل كل واحدة منهما تسافر إلى مكان بعيد وامنح الحكم لمن تستطيع أن تتعلم من رحلتها ، فقال الملك : وإذا أصابهما مكروه ؟.
قال الوزير : لا تقلق يا مولاي ، عليك فقط أن ترسل معهما من يحميهما ، اجعل كل واحدة منهما تختار حيوانًا ليرافقها الرحلة ، فقامت الأميرتان أرا وتيارا باختيار اثنين من الحيوانات التي تناسب كل واحدة ، حيث اختارت أرا نمر قوي ورائع وجميل وله شخصية شجاعة والذي لم يتعارض مع شخصية الأميرة المتهورة .
قالت تيارا : أنا أحب النمر كثيرًا لكنني لن أختاره لهذه الراحة الطويلة لأن النمور خطيرة ويصعب السيطرة عليها ، فقالت أرا : لا تقلقي أختي ، سأعرف كيف أتعامل معه ، قضت تيارا بعض الوقت من أجل أن تتعرف على الحيوانات قبل أن تختار أيهم سيرافقها رحلتها ، وعلى الرغم من أنه كان يوجد العديد من الحيوانات الجميلة الرائعة ، غير أنها اختارت كلبًا له عيون ذكية وأنيق وكان طيب القلب .
كانت الرحلة غريبة جدًا ، وفي كل مرة كانت تمر فيها أرا مع نمرها في قرية أو مدينة ؛ كان يقوم الناس بمقابلتهما بالترحاب وإقامة الأعياد والاحتفالات ، بينما تيارا وكلبها كانا يمران في هدوء دون أن ينتبه إليهما أحد ، وحينما كانت تبتعد الرحلة عن الناس ؛ كانت تيارا تستمتع بجميع الألعاب مع الكلب ، بينما كانت أرا تحاول طوال الوقت السيطرة على غضب وقوة النمر ، وكانت تخشى أن يهاجمها في أي وقت ، وخاصةً أنه فعلها عدة مرات ولكن إصابتها لم تصل إلى درجة الخطر .
حينما عادت أرا ونمرها إلى القصر ؛ قابلهما الناس أيضًا بالتصفيق ، وبعد قليل عادت أرا فتذكر الوزير ما قاله للسلطان فقال له : عليك أن تقرر الآن .. اسألهما كيف كانت رحلتهما وما هو الذي تعلمته كل واحدة أثناء جولتها ؟ ، فقال الملك : وهل توجد ضرورة لذلك ؟ ، انظر إلى أرا ونمرها الرائع حيث أصبح لديهما صورة رائعة كما يحبهما الناس جدًا .
أصرّ الوزير على رأيه قائلًا : اسألهما بكل طريقة ممكنة ، بالتأكيد لديهما العديد من القصص الرائعة ، وبالفعل سأل السلطان ابنتيه عن رحلتهما ، تحدثت أرا قليلًا بينما لم تتوقف تيارا عن الحديث عن رحلتها الجميلة وشكرت والدها على منحها هذا الكلب الجميل وطلبت منه أن يكون معها دائمًا ، وبينما كانت تيارا تحكي آلاف القصص عن رحلتها ؛ رأى الملك الدموع في عين أرا التي اختارت ذلك الحيوان الشرس المتوحش .
صاح الوزير قائلًا : لقد فهمنا ؛ لا داع للحيل ، ثم تحول الحيوانين اللذين رافقا الأميرتين إلى اثنين من الأمراء تقدما لأجل خِطبة الأميرتين ، وكان من نصيب تيارا ذلك الأمير الذي كان متواضعًا وطيبًا ، بينما شعرت أرا أن الأمير الذي تقدم لها يشبه النمر في وحشيته التي شعرت بها في عينيه ، لذلك قررت أن تتخلى عن العرش وألا تعيش باقي حياتها مع ذلك النمر المتوحش .
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El viaje de las hijas del sultán