كان العلم يتمشى وعند ناصية أحد الشوارع توقف مندهشًا عندما رأى رجلين يتناوشان بأصوات عالية وقال له لاحظ نحن ما دهنا الهواء ألوان فرد عليه الأخر ونحو من نعبأ الشمس في زجاجة وكان العلم يرتدي ثيابًا بياض ناصعة تشبه زي العاملين في المختبرات ويضع على عينيه نظارات فضية سمكية العدسات تلمع خلف زجاجها الشفاف عيناه الذكيتان ، توقف بين الرجلين فكفاه عن التشاجر وإلتفاه إليه باستغراب وهو يوزع كلماته بينهما .

هذا مدهش جدًا تلونون الهواء وتعبئون الشمس في زجاجة فتحير الرجلان أمام نظرة العلم وأثار نظراته وثيابه البيضاء احترامهما فآخذان يرددان كلمات ، لا لا تأخذ في بالك هذا كلام مجرد كلام هز العلم رأسه باستنكار ، ثم وجه حديثه إلى الرجلين وقال لا هذا ليس مجرد كلام إنها حقائق علمية فالهواء يمكن تلوينه بالفعل وهذا شيء صار معروفًا وشائعًا جدًا ولابد أنكما مثل كثير من الناس رأيتما الاستعراضات الفنية في المسارح الكبيرة وفي الهواء الطلق إن الأشكال الطائرة والأدخنة التي تتصاعد بالألوان ما هي إلا تلوين للهواء بأشعة الليزر .

أما تعبئة الشمس في زجاجات فهذا واقع ، فتعجب الرجلين وهتف الرجلان وهو يميلان نحو العلم فأخرج العلم من جيبه شريحة زجاجية صغيرة تتخلص سطحها خطوط دقيقة أما ظهرها فمغطى برقيقة معدنية يخرج منها سلكان كهربائيان متصلان بمصباح صغير فعرض العلم سطح الشريحة للضوء فتوهج المصباح الصغير بالضوء .

وعندئذ قال العلم هكذا يمكن تعبئة بعض أشعة الشمس في زجاجة فهذه الشريحة من السيلكا مادة الزجاج الخام وهو يتكون من بلورات والبلورات عندما تسقط عليها أشعة الشمس تحرر بعض إلكترونيتها وبعض هذه الإلكترونات تكون لديها طاقة كافية لتعبر الوصل المعدنية وتسري في السلك كتيار كهربائي يضئ ويسخن ويشغل بعض المحركات ، هذه الزجاجة ووصلتها المعدنية وأسلاكها وهي ما نسميه خليه شمسية أو خلية فوليتيه تحول ضوء الشمس إلى كهرباء .

سكت العلم ناظرًا إلى الرجلين بمكر وشفقه وكان الرجلان ينظران إليه وإلى قطعة الزجاج التي تلتقط أشعة الشمس وتحولها إلى كهرباء بدهشة وقد نسياه التشاحن بالكلام ..

By Lars