تلك الليلة كانت عاصفة والبنات الثلاث الصغار في آسرتهن أغصان الشجر تصفق و الهواء يصفر ، لم يكن يشعرين بالبرد فالغرفة دافئة والأرضية صوفية ناعمة ، قالت الأم والتي يحلو لها في مثل هذه الليلة أن تستعيد حكايات جدتها ، فقال كان ياما كان في قديم الزمان ، فقاطعتها الكبرى عرفنا الحكاية كان هناك ثلاث بنات يعزلن حتى يأكلن فردت الأم وهي تتنهد لا ليست هذه هي الحكاية فقالت الوسطى ثلاث بنات يشتغلن في قصر السلطان والصغيرة اسمها حب الرومان ضحكت الأم وقالت بل الوسطى التي اسمها حب الرومان وهي التي عن قصد وعمد رمت في الماء الكشتبان .

أكملت الصغرى ذلك لأنها كسولة لا تحب الإبرة والخيطان وتتلهى مع أولاد الجيران فسألت الكبرى وما اسم البنت الأولى إذن قالت الأمر قمر الزمان والثالثة اسمها نيسان وبينما الأم تضع الأغطية فوق البنات صرخن نحن محتجات نريد حلمًا نريد حكاية فقالت الأم حسنًا حسنًا لتطلب كل واحدة منكن حلم وسوف أضعها تحت مخدتها قبل أن أنصرف فقالت الكبرى أنت أعطينا يا أمي فدائمًا أنتي تعطيننا أكبر من أحلامنا فقالت الأمر اعطيم مُهرًا جميلًا بل أبيض تكبرين ويكبر معكِ ، وتصبحين فارسة .

همست الكبرى لأختيها وكيف سأتصرف مع الحصان الصغير كيف سأعتني به بطعامه وشرابه بنومه وصحوه بجريه ولهوه لا لا أريد لماذا لا تعطيني أمي سيارة بيضاء ادير محركها في لحظة فتحملني إلى حيث أشاء وقالت الأم للوسطى وأنت أعطيكِ خمسة أرانب بيضاء جميلة تلك التي في الحديقة تلاعبينها كالقطط وتتسلين بمنظرها ، همست الوسطى لأختيها لماذا لا تعطيني فراء هذه الأرانب فأصنع منها قبعة وقفازات كما صنعت معطفًا .

قالت لها الكبرى وهي تضحك والخياطات الثلاث سيساعدنك في ذلك أكملت الوسطى لا بل هما اثنتان لأن الصغرى عاقبوها فطاردوها من العمل وأنزلوها إلى المطبخ لتقشر الثوم والبصل ، وقالت الصغرى ماما أما أنا فأريد فراشة ملونة أجنحتها زرقاء ووردية لا لا بل صفراء وبنفسجية تتنقل بين الزهور بلطف وحبور تنشر الأحلام وتطويها وقبل أن تتم كلامها كانت قد استغرقت في النوم ، وعند الفجر اشتدت العاصفة أكثر وأكثر حطمت النوافذ والأبواب اقتلعت الخزانات وكسرت المرايا وبعثرت الثياب أطارت كل شيء ، وأفاق الجميع خائفين ومذعورين ووقفت الأم مع بناتها الثلاث حائرات فلا بيت يؤون إليه ولا سيارة يركبنها وهن يرتجفن من البرد .

صهل حصان صغير عن بعد كأنها هو يُعلن عن نفسه هذا حصاني ما أغباني ظننت أن الحُلم لن يتحقق ، وقالت الوسطى وهي تمد يديها الباردتين لقفص الأرانب وهي تقول ما أجملها ما أنعمها عددها أكثر من خمسة أما الصغرى فقد نظرت حولها ولم تكن هناك فراشة واحدة بعد العاصفة فقد جرفتها كلها فقالت ولكني أنا دائمًا معي حُلمي فراشتي هنا في قلبي لا لا هنا في رأسي ودمعت عيناها وهي ترى أجنحة الفراش تتطاير في الهواء وظلت تردد فراشتي ما أجملها فراشتي ..

By Lars