كان هناك فتى فقير يدعى كيفن يعمل كبائع منتجات متجول على المنازل بالإضافة إلى دراسته ، وذلك لكي يستطيع استكمال المصروفات اللازمة لإتمام دراسته ، وفي مرة من المرات بينما كان هذا الفتى الصغير يتجول بين منزل وأخر ، شعر بالجوع الشديد ولم يعد يقوى على المضي خطوة واحدة .
ففكر أن يطرق أول باب يمر عليه ويطلب من أصحابه الطعام ، وبالفعل توجه الفتى على استحياء وطرق الباب ففتحت له فتاة جميلة ، وبعد قليل من التردد طلب منها كوبًا من الماء رغم جوعه الشديد ، ففطنت الفتاة الصغيرة لحاله ورأت الجوع في عينيه .
فدخلت إلى المنزل وعادت إليه وفي يدها كأسًا كبيرًا من الحليب ، فمد الطفل يده وتناول الكأس من يدها وظل يشرب ببطء شديد حتى يشعر بالشبع ، وبعد أن ارتوى الصبي كيفن سألها عن ثمن الحليب وبكم يدين لها ؟
فابتسمت الفتاة الصغيرة بلطف وقالت لها : ليس له ثمن فأنا لن أقبل أن تدفع لي مقابل ظمأك ، فشكرها الصبي من أعماق قلبه وانصرف عائدًا ليكمل عمله مرة أخرى .
بعدها مرت السنوات ومرضت الفتاة مرضًا شديدًا ، وصنفت حالتها على أنها واحدة من أندر الحالات العصبية التي يمكن أن يتعرض لها المرء ، فقد كانت حالتها معقدة بصورة كبيرة احتار معها الخبراء من الأطباء ولم يستطيعوا علاجها ، فتم نقلها لمستشفى كبير في العاصمة لدراسة حالتها ومحاولة إيجاد العلاج الملائم .
وهناك بتلك المستشفى الكبير تم استدعاء أخصائي متمرس للإطلاع على حالة الفتاة ، كان يُدعى الطبيب كيفن ستيف وهو نفس الصبي الصغير الذي كان يبيع المنتجات على أبواب المنازل حتى يستطيع اتمام دراسته .
حينما رأى الطبيب الفتاة المريضة عرفها جيدًا ، إنها تلك الفتاة التي أشفقت عليه في الصغر وأعطته كوبًا من الحليب دون مقابل ، بدأ الطبيب في فحص الفتاة الشابة وإجراء الدراسات حول حالتها ، حتى استطاع أن يتوصل لطريقة العلاج المناسبة وبالفعل نفذها .
فتحسنت حالة الفتاة وبدأت تتماثل للشفاء ولكن كل ما كان يشغلها وقتها ، كيف ستستطيع أن تسدد ثمن فاتورة المستشفى الباهظة ، ولكن ما حدث أن الطبيب كيفن طلب تحويل فاتورة المستشفى عليه ليقم هو بدفعها ، وبعد أن وصلته قام بإعفائها من الدفع وكتب أسفل الفاتورة ملاحظة صغيرة ثم أرسلها لها .
وحينما استلمت الفتاة الفاتورة كانت خائفة جدًا من كم المبلغ المطلوب ، ولكنها فوجئت بإعفائها من دفعها وللتأكد دققت في النظر بها وأخذت تبكي من كثرة السعادة ، فقد كان هناك رسالة لها في أسفل الفاتورة تقول : أنتِ لست مطالبة بدفع شيء ، فالفاتورة قد دفعت منذ سنوات مع كأس الحليب .
القصة من الأدب الهندي
مترجمة عن Glass of MIlk