جرى الاعتقاد أن الساحرات والجنيات الطبيبات ينتمين لسلالتين مختلفتين ، وكل نوع منهن يستمد قوته من مصدر مختلف ، الساحرات من الأرواح الشريرة وإرادتها الخبيثة ، أما الجنيات الطبيبات فمن الجن ومن قدرات معينه ولدن بها ، الساحرات مكروهات يبعثن دائمًا على الخوف ، أما الجنيات الطبيبات يطلبن نصحهن ، وأقصى ما يفعلنه من سوء يعتبر مجرد لهو وعبث بريء بالمقارنة بالساحرات ، والجنيات الطبيبات هن على علم بفوائد الأعشاب والكثير من الرقى والتعاويذ وتركيباتها وطرق التخلص منها !
العائلتين رعاة الأبقار :
عاشت عائلة هانلون في مكان لا يبتعد كثيرًا عن راثمولين ، وفي مزرعة على بعد بضعة حقول منهم عاشت عائلة داجرتي ، وكانت العائلتين من مربي البقر ، واختلفت أبقار عائلة هانلون ، عن الأخرى بانحدارها من سلالة كيري ، والتي تتميز بوفرة حليبها والزبدة الصفراء والدسمة التي تصنع منه .
غريس داجرتي ومساعدة الجيران :
وحدث أن تعلقت الشابة غريس داجرتي ، وهي فتاة يكن لها الجيران جميعًا اعجابًا ومحبة ، ببقرة كيري ، وجاءت يومًا لعائلة هانلون بطلب متواضع ، قائلة : أتسمحون لي بحلب بقرتكم ؟ ، فأجابها السيد هانلون : ولن ترتدين حلب بقرة يا عزيزتي ، فردت : لاحظت أن مشاغلك كثيرة وأردت مساعدتك .
البقرة الجافة :
قالت السيدة هانلون : شكرًا جزيلاً يا عزيزتي ، لكنني أفضل انجاز أعمالي بنفسي ابتعدت غريس وعلى وجهها علامات الخيبة والحزن ، لكنها كررت الطلب نفسه في المساء الذي تلاه والذي تلاه ، وأخيرًا وأمام إلحاحها المتزايد ، استسلمت السيدة هانلون بامتعاض ، وسمحت لها بحلب البقرة ، لكن غريس ندمت على إصرارها ، فقد وجدت ضروع البقرة جافة ، لم تمنحها إلا بضع قطرات من الحليب ، واستمرت هذه المعاناة ثلاثة أيام متتالية .
البقرة المسحورة :
شكت عائلة هانلون حال البقرة لمارك ميكاريون ، الذي يعيش بالقرب من منطقة بينيون ، فقال لهم : تلك البقرة حلبها شخص بعين شريرة ، فسألت السيدة هانلون : حسنًا يا عزيزي مارك ، وما العمل الآن ؟ قال مارك : أقفلي بابك يا سيدة هانلون ، وأحضري تسعة دبابيس لم يسبق لها استخدامها ، ضيعها في دلو حديدي مع قليل من حليب تلك البقرة ، ثم اشعلى النار تحت الدلو حتى الغليان .
العين الشريرة وسحرها :
نفذت السيدة هانلون النصيحة ، وما هي إلا لحظات حتى بدأ الحليب يغلي ويبقبق ، ثم سمع صوت خطوات عند عتبة الباب ، تلاه صوت غريس دجرتي الرفيع العالي ، وهي تقول : افتحي لي يا سيدة هانلون ، ارفعي ذلك الدلو البغيض عن النار ، وانتشلي تلك الدبابيس منه ، فإنها تخزني وتحرقني في قلبي ، وأعدك ألا ألمس بقرتك بعد الآن .