نظر هاشم من نافذة غرفته ، إلى الحديقة ، فشعر بالحزن الشديد ، فقال لأمه : الشجرة التي زرعتها لم تكبر يا أمي ! ، فنظرت الأم هي الأخرى من نافذة الغرفة ، ثم قالت : اصبر يا هاشم ، لا يمكن لأي شجرة في الدنيا أن تنمو بسرعة .
استمرار المراقبة :
كل يوم كان هاشم يفعل الشيء نفسه ، ينظر من نافذة غرفته ويتابع الشجرة التي لا تنمو ، كان يتمنى أن تنمو الشجرة التي زرعها بسرعة ، حتى يريها لسوسن ابنة خالته ، التي ستأتي من السفر بعد شهرين .
هاشم والشجرة الصغيرة :
خرج هاشم إلى الحديقة ، ونظر إلى الأشجار الأخرى ، وقال لنفسه : هذه الأشجار كلها كبيرة لأنها زرعت منذ زمن طويل ، لكن شجرتي صغيرة جدًا ، في ذلك النهار ، بقي هاشم جالسًا أمام شجرته وهو يحسها ، ويقول لها : بسرعة اكبري يا شجرتي ، سوسن ستأتي بعد شهرين ، ويجب أن تراكي هكذا ! لكن الشجرة لن تكبر .
في الليل وقبل ميعاد النوم :
وفي الليل ، وقبل أن ينام هاشم ، جاء والده ليحكي له قصة ما قبل النوم ، فقال هاشم لوالده : أجبني يا أبي لماذا لا تكبر الأشجار بسرعة ؟ فأجاب والده ، قائلاً له : هكذا خلقها الله يا بني ، تكبر ببطء ، لكنها تصبح رائعة جدًا ، عندما تكبر ، فسأل هاشم مرة أخري : هل يمكن أن يكون هناك أشجار سريعة النوم يا أبي الحبيب ؟ ، فأجاب والده : يمكن بالطبع يا بني ، ولكن لماذا تريد أن تكبر شجرتك بسرعة ؟ فأخبر هاشم والده بالأمر .
فكرة الأب الرائعة :
اقترح الأب على ابنه هاشم فكره ، فقال له : عندي فكرة ، لتكون لديك شجرتك في الحديقة ، ويمكنك أن تزرع أيضًا نعنعًا ، فهو ينمو بسرعة أكبر من الشجرة ، وبذلك سوف تراقب شجرتك والنعنع في الوقت نفسه .
شجرة سوسن الرائعة :
فرح هاشم كثيرًا ، وفي اليوم التالي ، قام بزراعة حوضًا من نبات النعنع ، وراح يراقبه ، وحينما جاءت سوسن من السفر ورأت الشجرة والنعنع ، فرحت كثيرًا جدا ، وقالت لهاشم : أنا فخورة بك يا هاشم فأنت مزارع صغير بارع ، فرح هاشم لذلك ، وقرر على الفور أن يزرع شجرة أخرى ، وأن يطلق عليها اسم ، سوسن الرائعة .