في غابة كثيفة الأغصان اختبأ صياد خلف جذع شجرة كبيرة ، مصوبًا فوهة بندقيته نحو طائر جميل يشدو على غصن قريب ، أغمض الصياد إحدى عينيه كي يحسن التسديد واضعًا اصبعه فوق الزناد ، حزن الزناد على مصير الطائر فهمس في أذن الطلقة قائلًا طلقة أسمعيني الآن سيضربني الصياد بأصبعه وبالتالي سأنقرك فأرجو ألا يشتعل البارود لكنه سوف يقتل ذاك الطائر البريء .
استاءت الطلقة وقالت كيف لا اشتعل ومقذوفي متلهف لكي يقتله ، قال الزناد ولماذا يقتله ألا تسمعين صوته العذب فقالت الطلقة أنا لا أطرب إلا لأصوات الإنفجارات وفجأة ضغط الصياد على الزناد وحاول أن ينر الطلقة وما إن مسها حتى اشتعل بارودها وانطلق مقذوفها بسرعة البرق مصدرًا صوتًا مرعبًا ولكن لحسن الحظ لم يقتل الطائر .
إنما سقطت منه بضع ريشات على الأرض فرماها الصياد ومضى يبحث عن صيد جديد كانت الطلقة ساخنة فصارت تشعر بالبرد لأن ضميرها بدأ يعذبها فقد آذت الطائر من دون ذنب ، والنتيجة أن رماها الصياد كما يرمي الأطفال أكياس مأكولاتهم الفارغة ، بغته شاهدت ريش الطائر فزحفت نحوه بصعوبة ، وعندما وصلت استلقت فوقه وشعرت بالراحة وأخذت الطلقة نفسًا عميقًا وقالت الله ما أحلى الطبيعة فمنذ أن تخلصت من البارود ذهب عني الحقد وحل محله الحب ..