الصدق قيمة عظيمة ، وخلق حميد يجب علينا جميعًا ، أن نتحلى به خاصة إذا ما رافقه الوعد ، والنية الحسنة من شخص آخر ، فإذا صدقنا أحد الأشخاص وعده ، فلابد لنا أن نفعل بالمثل وألا نخون ، فالخيانة مؤذية بشدة خاصة للأشخاص ، ممن منحوا لنا الأمن والأمان .
في أحد الأيام كانت السلحفاة فري تقف على حافة النهر ، فكما اعتادت دومًا كانت فري تستيقظ مبكرًا تسبح ربها وتحمده ، على نعمة الصحة وتطلب رزقها من خالقها ، وفي هذا اليوم كانت فري تقف على حافة النهر وعزمت على الهبوط إليه ، بحثًا عن بعض الطعام واللعب مع صديقاتها .
كان للسلحفاة فري صديق من نوع آخر ، فقد كان القرد الشقي يتنقل بين الأشجار دومًا ، ويراها وهي تنزل إلى المياه بكل رشاقة ، كل يوم في حين لا يستطيع هو السباحة ، مما يعيقه عن الانتقال إلى الجانب الآخر من النهر .
وفي هذا اليوم قرر القرد الشقي ، أن يطلب من السلحفاة أمر ما ، فقام بالترحيب بها ، وطلب منها أن تحمله فوق ظهرها وتعبر به النهر ، إلى الجانب الآخر منه ، فهو لا يستطيع أنه يذهب إلى الطرف الآخر ، لأنه لا يجيد السباحة في حين تستطيع هي ذلك ، فوافقت السلحفاة فري الطيبة على مساعدته وتقديم يد العون له .
في اليوم التالي وقبل أن تهبط السلحفاة فري إلى النهر ، ظلت واقفة تنتظر القرد الشقي حتى أتى ، فرحبت به وحملته على ظهرها ، ونزلت به إلى مياه النهر ، كان القرد الشقي قد أعد خطة ، للغدر بالسلحفاة فري فهو لم يكن له غرض ، بالانتقال إلى الجانب الآخر من النهر ، وإنما علم بأن السلاحف إذا أكلتها القردة أصبحت أكثر نشاطًا ، مقارنة بأكلهم للموز .
ولسوء نية القرد الشقي ، عندما كان هو والسلحفاة فري بمنتصف الطريق ، خشي أن تعبر به بالفعل إلى الجانب الآخر من النهر ويظل عالقًا هناك ، فحاول أن يقلب السلحفاة على ظهرها ويقفز بها بعد أن يغرقها ، إلى إحدى الشجيرات القريبة ليلتهمها وحده .
ولكن السلحفاة فري أدركت ما نواه القرد ، حيث بدأ يتململ فوق ظهرها ، فسألته بحزن لماذا لم يقدر مساعدتها له ، وأنها كانت بالفعل صادقة الوعد معه وسوف تعبر به للجانب الآخر ، فأجابها أنه قد طمع في أكل لحمها من أجل المزيد من الطاقة والنشاط ، فقامت السلحفاة فري بالاعتذار له ، وأخبرته بعد أن قطعت شوطًا كبيرًا نحو الجانب الآخر من النهر ، حيث لا شجيرات في تلك المنطقة ، وأخبرت القرد الشقي أنها لن تستكمل لطريق ، ثم غطست إلى داخل مياه النهر ، لتختفي أسفله ويغرق القرد الشقي عقابًا له ، على ما فعله معها وعدم وفائه بالوعد ، أو صدقه بحديثه .