ريما طالبة في الصف الثاني ، مواظبة ومجتهدة في الدراسة ، وصديقة حميمة لكل من عرفها وصادفها ، وقد أحبها جميع المعلمين والمعلمات ، لسلوكها الحسن واجتهادها الذي لا يوصف .
في يوم من ذات الأيام :
وفي صباح أحد الأيام ، وَعّت ريما أمها ، وسارت إلى المدرسة ، وبينما كانت تسير في الطريق ، رأت رجلاً ضريرًا ، كان بجانب الاشارة الضوئية ، فألقت عليه التحية .
ريما والضرير :
سألت ريما الرجل الضرير ، وقالت له : يا عمي هل أنت محتاج إلى المساعدة ؟! ، فأجابها الرجل الضرير : نعم ،أنا أحتاج إلى المساعدة ، فأردفت ريما قائلة : وماذا تريد ؟ ، قال لها الرجل الضرير : أريد أن أعبر الشارع ، فهل تستطيعين مساعدتي ؟ ، قالت له ريما : بكل سرور ، نعم أستطيع وهذا واجب عليّ .
تقديم المساعدة بكل سرور :
أمسكت ريما بيد الرجل ، وساعدته في عبور الشارع ، فشكرها الرجل الضرير كثيرًا ، وتمنى لها النجاح والتوفيق ، فردت عليه ريما ، قائلة : لا شكر على واجب يا عمي .
المساعدة واجب على الجميع :
واصلت ريما سيرها نحو المدرسة ، وعندما وصلت ، بدأت تحدث رفيقاتها ، عن مساعدتها للرجل الضرير ، مضيفة أن مثل هذه المساعدة ، واجبة على كل واحد منا ، ولما عادت ريما إلى بيتها ، حدثت والديها عن مساعدتها للرجل الضرير ، وكم كانت دهشة والديها ، وهما يسمعان لابنتيهما ، وعندما أنهت ريما كلامها ، قال لها والدها : نعم ما فعلت يا ريما .
الانسان الضرير :
سألت ريما أمها : ما هي الأسباب التي تجعل الانسان ضرير يا أمي ؟ ، فأجابتها أمها قائلة : هناك أسباب كثيرة يا بنيتي ، فمنها بسبب المرض ، ومنها لأسباب وراثية ، ومنها نتيجة الاصابات والحوادث ، وطبعًا هنالك أسباب أخرى كثيرة .
كيفية العيش والتكيف للإنسان الضرير :
فسألت ريما أباها : كيف يستطيع هؤلاء الكفيفون العيش والتكيف ؟ قال والدها : يا بنيتي ، رغم أن الصعوبة موجودة ، إن الله عوض هؤلاء بحاسة البصر ، وعليك أن تعلمي أن امام الارادة البصرية ، لا وجود للعوائق والصعوبات ، وخير مثال على ما قلته ، هو عميد الأدب العربي ، الدكتور طه حسين ، والشاعر العباسي رهين المحبسين ، أبي علاء المعري ، وعندما سمعت ريما هذين الاسمين ، تعجبت !! .. وأرادت المزيد من المعلومات ، حول هذين العلمين ، فطرحت أسئلة كثيرة ، وكان والداها يجبان عليها بكل فرح و سرور .
ريما تكتب بعد جمع المعلومات:
وعندما أنهت ريما أسئلتها ، دخلت إلى غرفتها ، وجلست على زاوية مكتبها المتواضعة ، ثم تناولت ورقة وبدأت تسجل عليها ، جميع المعلومات ، التي سمعها من والديها ، في الصباح استيقظت ريما مبكرًا ، فأخذت الورقة التي حضرتها أمس ، وبدأت القراءة ، وبعد ذلك غسلت وجهها ، ونظفت أسنانها ، ثم تناولت وجبة الفطور ، وعندما انتهت ، قبلت والديها وودعتهما ، وذهبت إلى المدرسة .
في المدرسة :
بدأ اليوم الدراسي ، وها قد حانت حصة اللغة العربية ، فوقفت ريما ، طالبة من المعلمة ، أن تقرأ الورقة ، التى حضرتها أمس ، فوافقت المعلمة ، بدأت ريما في قراءة الورقة ، وعندما أنهت قراءتها ، سألت المعلمة : يا ريما ، ماذا دفعك لكتابة وتحضير هذه الورقة ؟!
نعم ما فعلتي :
أخبرتها ريما ، بالقصة القصيرة التي حدثت مع الضرير ، الذي ساعدته ، وحكت لها كل التفاصيل ، التي دارت بينها وبين والديها ، فقالت المعلمة : نعم ما فعلت ، فهذه المساعدة التي قمتي بها ، واجب على كل واحد منا ، ثم شكرتها مرة أخرى على صنيعها ، ولما سمع الطلاب والطالبات في الصف ، ما حدث مع ريما ، قاموا جميعًا وصفقوا لريما بحرارة ، وهم يرددون : نعم ما فعلت يا ريما ، نعم ما فعلت !