قصة الثقة في الله

إذا كنت تصدق من داخلك أن الله سيغير مجرى حياتك ، ويزلل عقباتك فسيحدث هذا ، وإذا كان يقينك منقوص وتظن أن العقبة لن تزول ، فسيحدث أيضًا هذا فاليقين بالله سحر لا يشعر بمفعوله من كان لديه ذرة شك أو قلة ثقة في قدرة الله ومشيئته .

في منزل جميل وهادئ على الشاطئ الأخر من البحيرة ، كان يسكن رجل يدعى ريتونينغ مع زوجته التي تزوجها حديثًا ، وذات مرة قرر ريتونينغ أن يصطحب زوجته في رحلة إلى المدينة .

فأخذ قاربه وعبر به البحيرة ليذهب إلى المدينة القابعة في الجانب الأخر ، وتنزه الزوجان في رحلة ممتعة بالمدينة ، وعند العودة اتخذا نفس القارب للوصول إلى منزلهم الجميل القابع على الشاطئ الأخر البحيرة .

ولما ركبا القارب وأبحرا باتجاه المنزل ، هبت فجأة عاصفة شديدة أخذت تحرك القارب يمنةً ويسارًا ، وازدادت الأمواج وبدأت تتلاطم فتهز القارب ، كان الرجل هادئ على غير المتوقع ، ولكن زوجته كانت خائفة جدًا وفي حالة شديدة من الرعب .

مرت فترة والعاصفة لم تهدأ ، وظل القارب يترنح في الماء ، وأصبح على شفا حفرة من الهلاك ، فقد كان يبدو أنه على وشك الغرق ، ورغم ذلك كان الزوج يجلس بهدوء وكأن شيئًا لم يحدث ، أما الزوجة فعلى النقيض كانت ترتجف .

وأخذت تصرخ في زوجها قائلة : ما كل هذا البرود الذي أنت فيه ؟ ألا تخاف ؟ قد تكون تلك هي أخر لحظة لنا في حياتنا ، وأنت جالس في هدوء لا تعبأ بشيء ، سنموت غرقى ولن نصل إلى الشاطئ أبدًا وأنت لا تخاف !

وواصلت الزوجة الصياح وزوجها يسمعها في هدوء ، فزاد هذا من غضبها وظلت تهذي بكلام كثير ، وتنعته بالجنون وعدم الإحساس ، فخرج الرجل أخيرًا من صمته ، ونظر إليها وضحك ثم استل سيفًا كان معه ، فتعجبت الزوجة ماذا سيفعل زوجها بالسيف في مثل هذا الوقت العصيب ؟

فاقترب الزوج بسيفه من زوجته ، ووضع السيف بالقرب من عنقها ، كان قريبًا جدًا لدرجة مخيفة ، ونظر في عينيها وسألها هل تخافين مني الآن ؟  ضحكت الزوجة باستغراب ، وقالت : بالطبع لا رغم أن السيف في يدك ، لكني أعلم أنك لن تضرني مهما حدث .

لأني على يقين بأنك تحبني ، في تلك اللحظة أنزل الزوج سيفه وقال لزوجته هذا جوابي يا عزيزتي عن سر هدوئي رغم تلك العاصفة الشديدة ، فأنا أعرف جيدًا أن الله يحبني ، وأن تلك العاصفة في يد الله لا في يد سواه ، لذلك كل ما سيحدث سيكون خيرًا .

فإذا بقينا علي قيد الحياة فهذا أمر جيد ، وإذا لم يحدث هذا سيكون أيضًا أمر جيد ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يأتي لنا إلا بالخير ، وكل شيء معلقٌ في يديه لا نستطيع تغييره ، لذا كوني على يقين بأن إرادة الله أفضل من إرادتنا .

القصة مترجمة عن Trust in God