أحس المعجم النائم على كتف صديقته الرواية بحركة غريبة فتح عينه فرأى كلمة بهلوان تمشي أمامه برشتقة وليونة فقال لها أنت قفي لو سمحتي لقد أزعجتني ، فقالت الكلمة لا أستطيع فأنا يا أخونا كلمة الحركة ، انتفض المعجم غاضب وقال حسني لسانك فالفصحاء يقولون يا أخانا تذكري أنك تتحدثين مع معجم .
فقال معجم هل قلت معجم أخيرًا وجدناك فقال حسبي الله ونعم الوكيل فقد أخطئني ثانية فقال أسمعي أنتي وحيدة إذن قولي لقد وجدتك ، فقالت الكلمة حاضر سأقول وجدتك لا تزعل فقال المعجم لست زعلان ، وقال لها تفضلي ماذا تريدين وقفت كلمة بهلوان وقالت بأدب شديد بصراحة أريد أن أعيش بين أحضانك ، فقال المعجم ماذا أعيدي لو سمحتي فقال أنا احتضن كلمة غير عربية هل جرى لعقلك شيء ، فقالت أخي لماذا تعمل من الحبة قبة .
فقال المعجم لا تطولين لسانك أفهمي فأنا لا احتضن إلا الكلمات الفصيحة فقالت أعرف ولهذا السبب قررت العيش عندك فقد مللت الحياة على ألسنة الناس الأميين وهم كما تعرف لا يجدون النطق بشكل سليم ومع ذلك يتحدثون بالعامية ، أرجوك دعني أعيش مع كلماتك فقد سمعت كثيرًا عن فصاحتها وجمالها ، فلا تكن قاسيًا أرجوك .
هز المعجم رأسه وقال كيف أسمح لك بالعيش عندي وأنا احتضن كلمة مُهرج ، لا تخطأ صحيح أن المهرج قادرًا على إضحاكك ولكنه أبدًا لا يقدر على القفز مثلي ، وراحت الكلمة تقوم بحركات بهلوانية مدهشة ، فقال المعجم حسناً حسنًا أمري لله ، سوف أدخلك ولكن بشرط ، فقالت ما هو قال أن تجلسين بجوار كلمة معربة فقالت له شكرًا لك اتفقنًا ، ثم مدت كلمة بهلوان قدمها تريد الدخول .
فجأة صاح المعجم تمهلي تمهلي يجب أن تدخلين رأسك أولًا فأنا أخذ بالحرف الأول من الكلمة وليس بالحرف الأخير ، فقالت لم أفهم فقال أقصد أنك ستعيشين في صفحة الباء وليس في صفحة النون ، فقالت ومن يسكن تلك الصفحة فقال صديقاتك كلمة بدر وبنفسج وبلبل فقالت الله سوف أعيش أحلى أيام حياتي ، سألعب فوق زهور البنفسج البديعة وأصغي إلى البلبل المخملي وبعدها أسهر على ضوء القمر لأكتب أحلى الأشعار ، فقالت افتح لي بابك أيها المعجم الرائع واسمح لي بالدخول .
ضحك المعجم وفتح غلافه وبلمح البصر انقلبت كلمة بهلوان على رأسها مختفية بين آلاف الزهور البنفسجية ..