في مملكة من ممالك الهند تسمى بيربور ، كان هناك ملك عادل يريد أن يحافظ علي رعيته ويحميها من أي خطر ، حيث كانت مملكته تقع تحت التهديد المستمر من أعدائها المجاورين ، لذا أمر الملك رعاياه أن ينتقلوا إلى الغابة القريبة من أجل الحفاظ على سلامتهم وأمنهم .
انتقل الجميع انصياعًا للملك باستثناء عائلة تسمي عائلة شوبا سينغ ، لم تستجب لأوامر الملك ، حيث رفض أب هذه العائلة ويدعي شوبا سينغ الانتقال ، وقال لابنيه وابنته الذكية بهانوماتي ، لن نترك بيتنا من أجل أحد ولن يحدث لنا شيء فلا داعي للقلق .
ولكن في إحدى الليالي قام جنود الملك باعتقال شوبا سينغ والد تلك الأسرة التي خالفت أوامره بالخروج للغابة ، وكان هذا أثناء عودة بهانوماتي ابنته إلي البيت بعد جمع الحطب ، فأخبرها أخويها بما حدث لوالدهم ، فقالت الفتاة في حزن لو كان أبي أطاع أوامر الملك ما كان حدث ذلك أبدًا .
فقال لها أخويها اهدئي ولا تقلقين أبدًا يا بهانوماتي ، سنفعل كل ما يلزم لعودة والدنا الحبيب ، ثم طلبا منها إعداد العشاء بعد ذلك ، وسمعتهما بهانوماتي وهم يخططان لتجهيز الأسلحة واختراق قصر الملك ، حتي يجبروه علي الإفراج عن أبيهم .
وقالوا أنه إن لم يستجيب سيقتلونه ، وعندما سمعت البنت الذكية ما يخطط له اخويها قلقت عليهما جدًا ، وقالت في نفسها : لقد ارتكب أبي خطأً كبيرًا بعدم إطاعة أوامر الملك ، وها هم اخوتي يريدون أن يرتكبان خطأً أكبر ، لذا قامت في الصباح الباكر بعد مغادرة أخويها ، واتخذت أقصر طريق إلى قصر الملك .
وحينما وصلت أخبرت الحارس برغبتها في رؤية الملك لأمر هام وعاجل ، فمنعها الحراس مرارًا وتكرارًا ولكنها هربت منهم واستطاعت مراوغاتهم والدخول إلى داخل القصر ، وهناك صاحت بصوتٍ عالي : أريد الملك لأمر هام وظلت تنادي قبل أن يستطيع الحراس إيقافها ، فسمعها الملك وأمر الحراس أن يتركوها .
وحينما امتثلت بين يدي الملك ، قالت له : اغفر لي يا صاحب الجلالة جرأتي ودخولي ، إنه أمر عاجل أود أن أخبرك به ، فسألها الملك من أنتِ ولما أتيتِ ؟ فقالت الفتاة : أنا بهانوماتي ابنة شوبا سينغ الرجل الذي أمرت بسجنه ، واستطردت قائلة : لقد جئت كي أحذر مولاي .
فإخوتي سيأتون إلى هنا لاختطافك ، كي تفرج عن أبي وإن لم توافق سيقتلونك ، أصيب الملك بالصدمة وشعر بالدهشة الشديدة ، ثم قال لها هل تعرفين عواقب إخباري بمؤامرة أخويكِ ، قالت الفتاة : نعم أعرف يا صاحب الجلالة ، ولكن حياتك أثمن للمملكة وشعبها من حياة أبي وإخوتي .
وبالفعل بعد فترة قصيرة قبض الجنود على إخوة بهانوماتي ، وهم يحاولون دخول القصر بالقوة ، فأعجب الملك جدًا بما فعلته تلك الفتاة وقال لها : اطلبي أي مكافئة تريدين وسوف أحققها لكِ علي الفور ، فقالت بهانومتي للملك : أنا أطمع في كرم مولاي أن يحرر والدي وأخوتي من السجن ، ويغفر لهما ما حدث .
فنزل الملك بالفعل علي رغبة الفتاة ، وأطلق سراح أبيها وإخوتها وعفا عنهم جميعا ، فبسبب ذكاء بهانومتي الفتاة الهندية الجميلة نجا الملك ونجت عائلتها كلها من الوقوع في الخطأ.
قصة من الأدب الهندي
مأخوذة عن The King is saved