كان هناك ولد صغير يُسمى ليو ، كان يعيش في قرية صغيرة ، لم يكن ليو شجاعًا بل كان دائمًا يشعر بالخوف والجُبن أمام الآخرين ؛ مما جعل الأولاد في قريته يسخرون منه لأنه كان فقيرًا وجبانًا .
كان يشعر ليو بالحزن من سخرية الأولاد في القرية منه ، وذات يوم كان يشاهد عرض لساحر شاب كان يمر عبر القرية ؛ فشعر بالسعادة من رؤيته لعجائب ذلك الساحر ، وانتظر حتى غادر الأولاد ؛ ثم اقترب من الساحر ؛ ولم يتحدث إليه ؛ فشعر الساحر بما يريد أن يقوله الصغير ؛ فابتسم إليه الساحر ثم أعطاه ذيل أسد مع شريط صغير يُمكنه من ربط الذيل على وسطه .
قال الساحر للولد : هذا ذيل سحري ؛ إذا شعر بشجاعة مَن يلبسه ؛ فإنه يُحوله إلى أسد ، أخذ ليو الذيل ولم يشك أبدًا في كلام الساحر ، وربط الذيل على خصره ؛ وجلس في انتظار الأولاد الذين يسخرون منه .
جاء الأولاد وبدؤوا في سخريتهم منه ؛ وقالوا النكات التي تهزأ من ليو ؛ فشعر ليو في البداية بالخوف وفكرّ أن يهرب من المكان ؛ غير أنه تذكّر كلام الساحر ؛ فاستجمع كل قوته ؛ وأغلق يديه في قوة ؛ وتنفس بشدة ؛ وبدأ ينظر في عيون الأولاد بحدة وشجاعة .
حينما شعر الأولاد بشجاعة ليو للمرة الأولى ؛ خافوا من نظراته إليه ؛ وقرروا جميعًا أن يهربوا من ذلك المكان ؛ وألا يعودوا أبدًا لمضايقة ليو مرة أخرى ؛ لأنه لم يعد جبانًا كما كان من قبل .
شعر ليو ببعض البرد الذي اخترق جسده ؛ فظنّ أنه قد تحول إلى أسد ؛ فقرر أن يواصل انتقامه من الأولاد ؛ ولكنه حينما تحرك وجد قدمه قصيرة كما هي ولم تتحولا إلى قدم أسد ؛ فتراجع عن فكرته في الانتقام من الأولاد .
كان ليو يشعر بالسعادة والانتصار على هؤلاء الأولاد الذين كانوا يهزؤون منه ؛ على الرغم من خيبة الأمل التي أحسها حينما لم يتحول إلى أسد ، جاء الساحر مرة أخرى ؛ وعلم ما قام به ليو ؛ فدعاه ليهنئه بما فعله من شجاعة ؛ وأخبره أن قتال الأسود ليس هو الشجاعة الحقيقية ؛ بل الشجاعة هي عدم الخوف من الآخرين حتى لا يسخرون منه .
علم ليو أنه لم يكن هناك سحر ليحوله إلى أسد ؛ ولكن الإرادة الحقيقية هي التي جلبت له القوة والشجاعة ؛ مما جعل الجميع يحترمونه ؛ ولم يعد هناك أحدًا يسخر منه مطلقًا .