تزوج رجل من شاب صغيرة وكان في كل أسبوع يوفر مبلغًا ضئيلًا من المال فيدفعه إليها ويقول خبئيه لديه لرمضان ، وذات يوم بينما كان الرجل في عمله سمعت الزوجة شخصًا ينادي أحد الباعة الجوالين ينادي يا رمضان يا رمضان ، فأسرعت الزوجة البسيطة لسرة المال فتناولتها ورأت البائع وقالت له هل أنت رمضان فقال لها نعم يا سيدتي ثم ناولته سرة المال .

وقالت له هذه لك جمعناها أنا وزجي من أجلك ، وفرح البائع جدًا بهذه النعمة التي هبطت عليه من السماء ، فأخذها ومضى في سبيله وعاد الرجل من عمله إلى البيت فقامت زوجته بإخباره لما حدث ، فاستشاط الرجل غضبًا وقال المبلغ الذي كنا ندخره لشهر رمضان اعطيته لعابر سبيل واضعتى كل زهدنا سدى يا بلهاء .

وقال الرجل لن أبقى في هذا البلد الذي تسكنيه بعد اليوم وترك الرجل زوجته وبلدته وترك زوجته تبكي وتنب سوء حظها ، وعندما اقترب الرجل من قرية مجاورة رأى فتيات مجتمعات عن بئر مهجورة نبتت حول حافتها شقائق النعمان وأزهار أخرى ، وكانت الفتيات يبكين فسألهن لماذا تبكين يا فتيات ، عندما نكبر ونتزوج ويصير لها أطفال سوف يأتون لهذا البئر ويحاولون قطف الشقائق ويسقطون في البئر ويموتون ، قال الرجل لهن لا تبكين يا فتيات أنا أحل لكن هذه المشكلة .

وأسرع الرجل وخلع الأزهار من جذورها قال لهم لا تخافن لن تنمو هذه الأزهار بعد الآن وانصرف وهو يعجب من حماقتهن ويقول هؤلاء مثل الزوجة تمامًا ، ثم تابع الرجل مسيره إلى قرية ثانية فلمح فيها عرسًا وعندما اقترب من المحتفلين رأى عروس على فرس وسمع أصوات أناس مختصمين ، وتقدم الرجل إلى العروس وقال لها اخفضي رأس ثم وخز الفرس فاقتحمت الفرس الباب بالعروس وارتفع الهتاف والزعاريط عن حل هذه المشكلة الكبيرة .

ثم قال الرجل لنفسه ما أحمق هؤلاء الناس وتابع مسيره إلى قرية أخرى وعند غروب الشمس وصل الرجل القرية فوجد عددًا من الرجال يجلسون على مقعد طويل من الحجر وقد تشابكت أرجلهم بعضًا ببعض وهم ينظرون قدوم شاعر الربابة ليقص عليهم قصة أبي زيد الهلالي وسمعهم الرجل يقولون هل هذه رجلك أم رجلي ، وعندئذ اقرب الرجل من أولهم وضربه بالعصا على رجله فصاح الرجل .

وسأله الرجل هل عرفت رجلك فقال نعم يا سيدى وفعل مع الرجل الثاني مثل ما فعل مع الأول ، وهكذا واصل ضربهم بالعصا حتى عرف كل منه رجله ، وقال الرجل لنفسه إذن لم تكن زوجتى الحمقاء الوحيدة في هذا المجتمع فهم سواسية كاسنان المشط الرجال والنساء والكبار والصغار وعلي الآن أن أعود إلى قريتي معلمًا للأطفال لكي لا يصبحوا مثل هؤلاء الحمقى والمجانين .

By Lars