حكايات التراث العربي الشعبية ، تمتلئ بالكثير من القصص التي تحمل العظة والعبرة ، لأبناء وأجيال متعاقبة ، طالما حصلوا على العظة والعبرة من تلك القصص الشيقة ، وقصة نجمة خضار إحدى قصص ، التراث الشعبي الجزائري الشقيق ، وتلك تفاصيلها .

القصة :
كانت هناك مجموعة من الفتيات الصغيرات ، يقطن جميعهن في قرية صغيرة تجاورها غابة واسعة ، ولم يكن في تلك الغابة سوى منزل لسيدة عجوز ، كانت تظهر كل فترة ، وتختفي تارة أخرى .

وفي أحد الأيام ، خرجت الفتيات يلعبن بالغابة ، ومع انغماسهم باللعب ، نادت عليهن العجوز عقب أن راقبتهن طويلاً ، وقالت لهن هيا تعالين إلى منزلي الصغير ، نغزل الصوف سويًا ونتعلم أشياء جميلة ، وكيفية صنعتها .

انطلقت الفتيات مع العجوز وبرفقتها نحو المنزل ، ودخلن وظللن يلعبن ويتعلمن غزل الصوف ، وصناعته بأشكال وطرق جميلة للغاية ، ولكن مر الوقت سريعًا وأظلمت السماء ، فانتبهت نجمة للأمر ، وقالت للفتيات هيا بنا نعد إلى قريتنا ، ولكن العجوز بادرتهن قائلة ، لا تخرجن الآن ، فقد تآكلكن الحيوانات المفترسة ، وأقمن معي تلك الليلة .

خرجت نجمة فوجدت الظلام في كل مكان ، فدخلت وطلبت من الفتيات أن يذهبن ولكن العجوز أصرت على بقائهن لديها ، وقالت لهن هيا نعد العشاء وأقمن لدى الليلة ، لأني قد رأيت عفريتًا ، يظهر بحلول الليل وأكل مجموعة من الفتيات بالأمس ، عندما خرجن يتجولن بالغابة .

هنا بكت إحدى الفتيات خوفًا ، وتبعتها الأخريات ، ولكن العجوز قالت لهن هيا نعد العشاء وتبين لدي ، هنا فكرت نجمة قليلاً ورأت في العجوز شيئًا جعلها تضطرب ، ولكنها قالت لصديقاتها هيا نعد العشاء وفي الصباح الباكر نخرج جميعًا .

قامت الفتيات وأعددن العشاء وأكلن ، ثم قالت لهن العجوز هيا اذهبن للنوم ، فقالت لها نجمة اذهبي يا أمي العجوز أنت أيضًا ، استريحي من عناء ومشقة اليوم وسوف ننام نحن هنا .

انصرفت العجوز إلى غرفتها ، فنهضت نجمة وقالت للفتيات استيقظن جميعًا ، هل صدقتن أنها عجوز عادية ، تلك هي الغولة وقد تنكرت في هيئة إنسانة ، حتى تستطيع أن تلتهمنا جميعًا بالصباح ، فلا تجعلن أنفسكن وليمة لها .

ارتعبت الفتيات وقمن للهروب ، عدا واحدة كانت هي ابنة الراعي ، فأيقظتها نجمة مرارًا ولكنها لم تستفق ، وظلت تصيح بصوت عالٍ اتركوني لدى جدتي ، فخشيت نجمة أن يفتضح أمرهن فأخذت الفتيات الأخريات ، وانطلقن يعدين في الغابة هاربات من مصيرهن .

هنا استفاقت الغولة من نومها على تلك الجلبة ، وقامت لتنظر إلى الفتاة النائمة في حين هربت الأخريات ، فقالت لابنة الراعي من أين آكلك ، فقالت لها ابدئي من أذني اللتان لم تسمعا لنصيحة أختها ، فقامت الغولة والتهمت أذني الفتاة التي بقيت لديها ، ثم قامت فأكلتها كلها .

ما فعلته إبنة الراعي منح الفتيات الأخريات الفرصة للركض ، عبر الغابة والهروب السريع من الغولة ، ولكن الغولة لحقت بهن ، خاصة عندما بلغت الفتيات ماكنًا نحو واد من المياه المرتفعة ، وكان الوادي هائجًا بشدة ، فالتفتت نجمة لتجد الغولة قد اقتربت منهن ، ولم يعد أمامهن سوى عبور الوادي ، أو أن تلتهمهن الغولة .

قالت نجمة محدثة الوادي ، أن يهدأ ومدحته وطلبت منه العبور ، فهدأ الوادي وعبرت الفتيات ، بينما لحقت بهن الغولة فعاد الوادي لهياجه مرة أخرى ، فسألتها الغولة عما قالت وجعل الوادي في هدوء ، فقالت لها نجمة بخبث أنها قالت له أن يدعهن تعبرن وقامت بذمه ، فقالت الغولة ما قالته لها نجمة ، فاهتاج الوادي وسحب قدم الغولة ، لتسقط بداخله ، وتموت وتنج الفتيات من قدرهن المحتوم بالالتهام ، على يدي الغولة .

By Lars