يُحكى أنه كان هناك عنزة كبيرة تحيا مع صغارها السبعة في الغابة حياة سعيدة ، ولم يكن يعكر صفوها سوى وجود الذئب الشرير الذي يحاول مرارًا وتكرارًا أكل العنزات الصغار ، وفي يوم من الأيام خرجت العنزة الأم لتجلب الطعام لأطفالها الصغار ، وأوصتهم ألا يتشاجروا سويًا وألا يفتحوا الباب لأي أحد غريب ، حتى لا يأتي الذئب الشرير ويلتهمهم .
غادرت الأم المنزل بعد أن قبلت صغارها السبعة ، وفي ذلك الوقت كان الذئب الشرير يرقب المنزل وينتظر مغادرة الأم حتى ينفرد بالعنزات الصغار ، لأنه كان مولعًا جدًا بلحم الضأن ، ولما اختفت الأم من على مرمى بصره تقدم بخطوات واثقة ، وطرق الباب وهو يقول : مرحبًا يا أطفالي الصغار ، افتحوا الباب لأمكم الحبيبة ، لقد أحضرت لكم الطعام الشهي .
ولكن العنزات السبع كانوا أذكياء واستطاعوا تمييز صوت الذئب ، فهو يختلف تمامًا عن صوت أمهم العنزة ، وقالوا له : أنت لست أمنا أنت الذئب الشرير ، فصوتك مختلف كثيرًا عن صوتها ، لذا لن نفتح لك الباب أيها الشرير انصرف ولا تحاول خداعنا ، ظل الذئب يفكر في حيلة أخرى يحتال بها على العنزات السبع ، وعاد مرة أخرى يطرق الباب عليهم ، ولكن في تلك المرة قلد صوت أمهم .
وأخذ يقول : افتحوا يا أحبائي الصغار لقد جئت لكم بالطعام ، هيا أسرعوا فأنا متعبة وأريد أن أرتاح في المنزل ، ولكن العنزات السبع كانوا أذكياء جدًا لذا قبل أن يفتحوا الباب نظروا من عدسة الباب السحرية ورأوا أقدام الذئب وعلموا أنه جاء ليأكلهم ، فقالوا له : لن نفتح الباب أيها الذئب الشرير ، لقد عرفناك من قدمك فأمنا العنزة قدمها بيضاء أما أنت فأقدامك سوداء .
ذهب الذئب على الفور إلى محل البقالة وطلب من البائع أن يرش الدقيق على قدمه ، تعجب البائع من طلبه ولكن فعله خوفًا من الذئب الشرير ، ومرة ثانية عاد الذئب إلى منزل العنزات السبع وأخذ يطرق الباب وينادي بصوت رقيق وهو يقلد العنزة الأم : يا أبنائي الصغار افتحوا الباب ، لقد عادت أمكم ومعها أشهي الطعام ، فنظرت العنزات السبع من عدسة الباب ورأوا لون الأقدام البيضاء ، فظنوا أن أمهم قد عادت فعلًا .
ولكن حينما فتحوا الباب فوجئا بالذئب يقف أمامهم وهو يفتح فمه مستعد لالتهامهم ، فصرخت العنزات وأسرعت كل واحدة منهم بالاختفاء ، ولكن الذئب الشرير استطاع أن يعرف أماكنهم ويلتهمهم جميعًا ما عدًا عنزة واحدة صغيرة استطاعت أن تختبئ في الساعة الكبيرة المعلقة على الحائط .
وبعد فترة عادت الأم وهي سعيدة إلى صغارها ومعها أشهى ألوان الطعام ، ولكن حينما رأت باب المنزل مفتوح على مصراعيه أدركت أن أبنائها تعرضوا للخطر ، فجرت بسرعة تبحث عنهم في أنحاء المنزل ولكن دون فائدة ، فأخذت تبكي فسمعتها العنزة الصغيرة المختبئة في الساعة ، وقالت لها : أنا هنا يا أمي أنزليني .
وعلى الفور قامت العنزة الأم بإنزال العنزة الصغيرة وأخذت تقبلها ، وحكت لها ابنتها كل ما حدث لهم منذ انصرافها من المنزل حتى دخول الذئب وأكله لأخواتها العنزات الست ، دخلت العنزة الأم على الفور إلى المطبخ وأحضرت المقص وخرجت هي وابنتها تبحث عن الذئب الشرير ، ورأته نائمًا في الغابة بالقرب من المنزل ، فأخذت المقص وفتحت بطنه .
ورأت العنزات الست مازالوا أحياء بالداخل لم يهضمهم بعد ، فأسرعت بإخراجهم ، وبعدها جلبت بعض الحجارة ورصتها ببطن الذئب ثم خيطتها وأعادتها كما كانت ، ولما استيقظ الذئب شعر بالعطش الشديد فذهب يشرب من بئر الماء ، ولما امتلأت بطنه بالماء شعر بثقل وزنه ، وفقد اتزانه ووقع في البئر وغرق فيه إلى الأبد ، لأن الحجارة منعته من الصعود ، ومن يومها والعنزة الأم تحيا مع صغارها العنزات السبع بسلام وسعادة .
القصة مترجمة عن A Wolf and Seven Lambs