في قديم الزمان ، كان هناك رجل يعمل كطحان ، كان كل ما يملكه هو طاحونة وحمار ، وكان الطحان متزوج من سيدة تكرهه وكانت تعامله معاملة سيئة للغاية رغم أنه كان يحبها حبًا شديدًا ويتمنى أن ينال رضاها عليه .
وفي يوم من الأيام أحبت الزوجة جارًا لهم ، ولكن هذا الجار كان يكرهها كرهًا شديدًا ، وفي مرة رأى زوجها في المنام أن هناك شخص يتحدث إليه ويقول له أن يحفر في مكان ما بجانب الطاحون وسيجد هناك كنزًا ثمينًا .
أستيقظ الطحان من نومه وأخبر زوجته بما رآه في منامة وقال لها أن تكتم السر ولا تخبر أحد ، ولكن الزوجة كانت تحاول أن تتقرب إلى جارهم فذهبت وحكت إليه عن الحلم واتفقا على أن يأتي لها في الليل ويحفران سويًا ليحصلوا على الكنز الموجود بجانب الطاحونة .
وعند المساء ذهبوا كما اتفقوا ووجدوا الكنز المخبأ في المكان الذي قال عليه زوجها ، وقال لها الجار : ماذا سنفعل بالكنز ، فقالت له : يمكننا أن نقسمه نصفين وتترك زوجتك وأقوم أنا باختلاق المشاكل لأترك زوجي ونتزوج وهكذا نجمع الأموال معًا ، فقال الجار : أنني قلق بشأن أن يوسوس لكي الشيطان وتأخذين غيري ، ولذلك جب أن يبقى المال في منزلي وبعدما تتخلصين من زوجك تأتي إلي بعد ذلك .
قالت له الزوجة أنها أيضًا تخاف مما هو قلق بشأنه وأنها لن تسلم له نصيبها وخاصة أنها هي من دلته على الكنز منذ البداية ، وبعدما أختلف الاثنين قام الجار بقتلها وتركها دون أن يقوم بدفنها وأخذ الكنز وهرب .
وفي الصباح أستيقظ الطحان فلم يجد زوجته فدخل ناحية الطاحون ووجد حماره معلق في الطاحون فصاح فيه وأمشاه ولكنه توقف ولم يعد يتحرك مهما حاول الطحان تحريكه ، فقد رأى الحمار زوجة الطحان وهي مقتولة .
أخذ الطحان يضرب في الحمار ويصيح في وجهه لكي يتحرك ولكن بلا فائدة ، لم يفهم الطحان سر ما يقوم به الحمار ، أخذ ينغزة حتى يتحرك دون فائدة ومن شدة غضبة قتله ، وسقط الحمار وبعدما مات رأى الطحان زوجته مقتولة بجانب مكان الكنز ، حزن الطحان على فقده لزوجته ولحماره وللكنز أيضًا وكان كل هذا بسبب زوجته التي أفشت سره ولم تكتمه .
الهدف من قصتنا اليوم هي أن أحيانًا إفشاء الأسرار يؤدي إلى الهلاك ، ولكن تصرف الزوجة منذ البداية كانت تصرفًا غير لائق ينم عن عدم وفائها وأمانتها ، كما أن الطحان أخطأ في قتله للحمار دون أي ذنب .