يُروى أنه في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، سافر تاجر من التجار على حصانه إلى قرية من القرى ، وقد سمع أن اللصوص كثيرون في تلك القرية ، فخاف أن يسرقوا حصانه ..
في الليل:
فلما جاء الليل ، قال التاجر لخادمه الذي كان معه : يمكنك أن تنام الليلة وسأبقى أنا يقظان ، لأني أخاف أن تنام فيسرق اللصوص الحصان ، فقال له الخادم : لا تخاف يا سيدي ، ولا يصح أن ينام الخادم ، ويسهر السيد لحراسة الحصان ، وسأحرسه أنا ولن أغفل عنه أبداً ، وفي استطاعتك أن تطمئن وتنام .
الخادم والتاجر:
فنام التاجر مطمئناً ، وترك الخادم يحرس الحصان ، ولكن بعد مدة أستيقظ التاجر ، فرأى خادمه كأنما يفكر في شيء ما ، فقام بسؤاله : في أي شيء تفكر ، أجابه الخادم : أفكر في الخالق يا سيدي ، الخالق الذي خلق الأرض والسماوات ، فقال التاجر له : إني أخشي أن تغفل في تفكيرك وتنام ، فيأتي اللصوص ولا تراهم ، ويقومون .
بسرقة الحصان :
فقال له الخادم : اطمئن يا سيدي كل الاطمئنان ، فإني حذر كل الحذر ، ولن أنام الليلة ، أذهب أنت ونم يا سيدي ، فاني يقظ تماماً ، فأطمأن التاجر وذهب للنوم .
بعد منتصف الليل :
وبعد منتصف الليل ، استيقظ التاجر مرة أخرى ، فسأل الخادم : أأنت نائم ؟؟ ..قال له الخادم : لا يا سيدي ، انني مستيقظ لست نائم ، فسأله التاجر : في أي شيء كنت تفكر ؟.. أجابه الخادم : إني أفكر كيف رفع الله السماء بغير أعمدة ؟.. فقال له التاجر : احذر أن يسرق الحصان منك وأنت تفكر ، واحذر أن تنام .
فقال الخادم له : يا سيدي هذا لا يكون أبداً ، اطمئن كل الاطمئنان ، قال سيده : إذا أردت أن تنام الآن فاني مستعد تمام الاستعداد ، لأسهر للحراسة ؟ ، قال الخادم : لا حاجة لي إلى النوم وسأسهر أنا للحراسة ، نم أنت يا سيدي ، نم وكن مطمئناً كل الاطمئنان ، فلا يجرؤ أحد اللصوص من الاقتراب هنا ، وسرقة الحصان ، وأنا مستيقظ تماماً هكذا ..
السرقة :
فنام التاجر حتى طلوع الشمس ، وعندما استيقظ سأل خادمه : ماذا تفعل الآن ؟ قال الخادم أنا الآن أفكر فيمن يحمل السرج اليوم ، أنا أم أنت ، فإن اللصوص أخذوا الحصان وتركوا السرج !..