كان في قرية جميلة طفلًا اسمه جمال ، وهو ولدٌا صغيرًا نشيط وقوي البنيان ، كان جمال يعمل مع والده في الحقل الكبير إلى جانب دراسته حيث كان يستيقظ كل صباح ويذهب إلى مدرسته ثم في العودة ظهرًا يذهب إلى أبيه ليعاونه في أعمال الحقل والفلاحة .
جمال كان قويًا حيث أنه كان يأكل كل أنواع الخضروات والفاكهة ويتغذى جيدًا ، وكان لديه حمارًا يذهب به كل يوم إلى المدرسة ومن بعدها يوصله إلى الحقل ولكنه كان شديد البطء حيث كان يتوقف بين الحين والأخر ليتناول العشب ثم يكمل السير إلى المدرسة مما أغضب جمال خاصة أنه أصبح يتأخر على مدرسته أكثر من مرة .
وفي يومًا من الأيام أثناء سير جمال بالحمار ، توقف الحمار لتناول العشب مدة طويلة ، وتأخر جمال عن موعد مدرسته كثيرًا مما عرضه للعقاب من مدير المدرسة ، فكر جمال في حل أخر ليوصله للمدرسة بدلًا من حماره الذي يؤخره عن موعده فقرر أن يشتري عربية صغيرة توصله للمدرسة هو وأصدقائه ، ويستطيع بها أيضًا أن يذهب إلى ما يريد من البلاد والقرى المجاورة بمنتهى السهولة والسرعة ، شعر الحمار بما يفكر فيه جمال وشعر أنه قرر الاستغناء عنه فحزن حزنًا شديدًا .
وبالفعل استطاع جمال أن يشتري سيارة صغيرة واستغنى عن حماره القديم ، فرح جمال بسيارته الجديدة فرحًا شديدًا وأخذ يتجول بها في القرية وهو يصدر أصوات البوق في الوقت الذي كان الحمار يبكي لاستغناء جمال عنه وقد حزن حزنًا شديدًا ولكنه قال لابد من أن يعرف قيمتي يومًا ما .
ولأن جمال لم يكن يقوم بالصيانة الدورية للسيارة ، أخذت سيارته تدهور ويكثر بها المشاكل حتى جاءت في يوم من الأيام وتوقفت تمامًا عن العمل ، حاول جمال أن يصلحها ولكن لم يكن يفهم الكثير في أمور الصيانة حتى تهالكت وتفككت سيارته وأصبح لا أمل منها ابدًا .
أدرك جمال قيمة صديقه القديم الذي لم يكن يعطل أبدًا ولا يحتاج إلى الصيانة كل ما يحتاجه فقط هو القليل من العشب والماء ، فقرر جمال أن يذهب إلى صديقه الحمار ويعتذر منه على استغنائه عنه فهو على الرغم من بطئه إلا أنه لم يخذله أبدًا .