يحكى أنه في أحد الغابات كان يعيش غرابًا ، فكر الغراب في يوم من الأيام أن يسخر من حيوانات الغابة ويخدعهم ، فجلب علبة ألوان صفراء ، وأخذ يطلي ريشه الأسود باللون الأصفر .
وحين طلى الغراب جميع ريشه ذهب ونظر لنفسه في المرأة ، فرأى أن لونه أصبح أصفر ، فرح الغراب بلونه الجديد وأخذ يتنقل بين الأشجار ، وذهب الغراب إلى طيور الغابة وأخبرهم أنه طائر كناري أتى من غابة بعيدة ليعيش معهم في غابتهم ، ولكن تلك الخدعة لم تنطلي على طيور الغابة .
فقد عرفته الطيور على الفور ، قامت الطيور بنصح الغراب أن لا يكذب عليهم ، لأن الكذب عاقبته سيئة ، كما أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الكاذبين ، ولكن الغراب لم يستمع لنصح الطيور وأصر على أنه طائر كنارى ، حزنت الطيور من تصرف الغراب الكذاب ، وانصرفت جميع الطيور عنه وتركوه وحيدًا .
شعر الغراب أنه أخطأ في حق إخوانه الطيور حين أراد أن يسخر منهم ويكذب عليهم ، ولكنه استكبر أن يذهب ويعتذر لهم ويطلب منهم أن يسامحوه على كذبه ، أخذ الغراب يطير وحيدًا في الغابة وهو حزين ، ثم حط على شجرة فوجد تحتها ذئب ، لم يكن الغراب يعلم أن الذئب حيوان ماكر وغادر ، لذلك حين سأله الذئب عن سبب حزنه وتحليقه وحيدًا .
أجاب الغراب وقد أصر على تكرار كذبه أنه طائر جاء من بلاد بعيدة ليعيش وسط طيور الغابة ، ولكنهم جميعًا كانوا يحسدونه على لونه الأصفر الجميل لذلك رفضوا مصادقته ، وانصرفوا عنه .
وقام الغراب بفرد ريشه الأصفر أمام الثعلب المكار وقال له أنا الكناري الأصفر لوني أجمل الألوان وصوتي أجمل الأصوات ، كان الذئب المكار يعلم أنه طائر الغراب ، ولكنه فكر في حيلة حتى يستطيع أن يأكله ، فقال له إنك لست طائر الكناري ، فصديقي الكناري حين يراني يهبط ويقف على أنفى ، ويظل يتحدث معي .
على الفور وبدون تفكير طار الغراب ، وهبط على أنف الذئب المخادع ليثبت له أنه صديقه الكناري ، حين هبط الغراب فتح الذئب فمه وقبض على الغراب بين فكيه وقال له سوف أكلك أيها الغراب الغبي حتى أتخلص منك ومن صوتك المزعج الذي يجعلني لا أستطيع النوم .
حاول الغراب أن يهرب من بين فكي الذئب ولكن دون فائدة ، عندها شعر الغراب بالندم لأنه لم يستمع إلى نصيحة إخوانه الطيور ، وأدرك أنه وقع بين فكي الذئب نتيجة لكذبه ، وقد عرف أن الكذب عواقبه وخيمة ولكن بعد فوات الأوان .