تدور أحداث القصة في الماضي ، في عصر النبي محمد صلّ الله عليه وسلم ، وتروي الأحداث رحمته وعطفه على الغلمان الصغار ، وكيفية تعامله صلّ الله عليه وسلم مع براءتهم وعفويتهم الطفولية ، فتسرد القصة موقف حدث بالفعل من غلامان صغيران ، عاهدا الله سراً أن يدافعا عن الرسول صلّ الله عليه وسلم ، بطريقتهما الخاصة المتمثلة في قتل من يسيء إليه ويسبه بحد السيف ، وقد صادف الغلامان يوم بدرٍ ، أحد صحابة الرسول ، وطلبا منه أن يعرفهما على أبي جهل ، بعد أن سمعا أنه يسب الرسول ، فروى الصحابي القصة وقال ما يلي .
بداية القصة :
قال سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : كنت واقفاً يوم بدرٍ وغلامان من الأنصار ، معاذ بن عفراء ومعوذ بن عفراء عن يميني وشمالي .
أحد الشقيقين:
والتفت إليّ أحدهما وقال لي سراً من صاحبه : أي عمّ ! هل تعرف أبا جهلٍ ؟ ، فقلت : نعم ! وماذا تريد منه يا ابن أخي ؟ ، قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، أرنيه يا عم ! فإني أعطيت الله عهداً ، إن رأيته أن أقتله ، أو أموت دونه .
الشقيق الآخر :
ثم قال لي الغلام الآخر سراً من صاحبه : أرنيه يا عم ! ، فإني عاهدت الله ، إن عاينته ، أن أضربه بسيفي حتى أقتله .
ظهور مفاجئ لأبو جهل :
وبينما أنا كذلك ، إذ برز أبوجهل ، فقلت لهما : ألا تريان ؟ هذا أبوجهل ، هذا صاحبكم ، فشدّا عليه مثل الصّقرين حتى ضَرَباه .
موقف الرسول الرحيم :
ثم انصرفا إلى النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ، فأخبراه بما حدث ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : أيكما قتله ؟ ، قال كل منهما : أنا قتلته ، فقال الرسول صلّ الله وعلى آله وسلم : هل مسحتما سيفيكما ؟
فقالا : لا ، فنظر النبي صلّ الله عليه وسلم إلى السيفين الخشبيين وابتسم و قال لهما : كلاكما قتله ، ففرح الغلامان فرحاً شديداً ، وانصرفا في سعادة بالغة ، وأخذا يلعبان ويتبارزان بالسيفين الخشبيين ، وقد شعر كلاهما أنهما دافعا عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم .