كان القرد ناميس يعيش في الغابة ، وتعرفه كل الحيوانات إذ اسمه يعني السخرية من الآخرين ، فالقرد ناميس كان يحب الاستهزاء بأصدقائه في الغابة ، وكان القرد ناميس يستيقظ كل يوم ويجلس أعلى الشجرة ، ويفكر في طريقة يسخر ويضحك بها على الآخرين ، ويقضي يومه في الاستهزاء والسخرية من باقي حيوانات الغابة .
وذات يوم جلس القرد ناميس يفكر في حيلة ليسخر بها من الآخرين ويضحك عليهم ، فقرر أن يلقي بقشرة موز على الأرض ، ويختبأ بين أغصان الشجرة لينتظر من يمر بها وينزلق فيسخر منه ويضحك على سقوطه ، وأخذ القرد ناميس يراقب الطريق وينظر بشغف من سيقع عليه الدور في الانزلاق بقشرة الموز .
وكان يمر أسفل الشجرة جاره القرد ميمون ، فبينما القرد ميمون يسير انزلق بقشرة الموز وسقط على رأسه وشعر بألم شديد ، وظل القرد ميمون يصرخ طالبًا المساعدة حتى يستطيع الوقوف على قدميه ، فقد تسببت له قشرة الموز في أن تُكسر قدماه ، وأخذ القرد ناميس يضحك ويضحك على القرد ميمون .
سمع القرد ناميس صوت أمه تناديه أن ينزل من أعلى الشجرة لأنها قد أعدت مفاجأة له ، فأسرع القرد ناميس بالنزول من أعلى الشجرة ، وعرف من أمه أنها ستعد له كعكة الموز والفول السوداني التي يحبها ، وفرح القرد ناميس بتلك المفاجأة إذ أنه يحب تناول كعكة الموز .
طلبت أم القرد ناميس أن يذهب إلى المتجر لشراء البيض والدقيق لعمل تلك الكعكة ، وبالفعل أخذ ناميس النقود وذهب إلى المتجر لشراء مكونات الكعكة ، وأحضر القرد ناميس البيض والدقيق .
وأمسك القرد ناميس البيض في يد والدقيق في اليد الأخرى ، ومشي مسرعًا نحو البيت ، ولكن فجأة اصطدمت قدماه بقشرة موز على الأرض ، فأنزلق القرد ناميس وسقط كيس البيض على الأرض وتكسر كله .
وضحك المارة من منظر القرد ناميس وهو ملطخ بالبيض والدقيق وأوراق الشجر ، وسخر منه الجميع كما كان يسخر هو من جيرانه ، وشعر القرد ناميس أن ما حدث له جزاء سخريته من الآخرين ، ومنذ ذلك اليوم أمتنع القرد ناميس تمامًا من السخرية على الآخرين ، بل على العكس أخذ يساعد جيرانه وأصدقاءه حتى حاز على إعجاب وحب الجميع.