كان هناك طفل في الثامنة من عمره اسمه أحمد ، وكان يعشق كل الطعام الذي تصنعه أمه بالمنزل ، وفي أحد الأيام طلب من أمه أن تصنع له الحلوى اللذيذة التي يحبها ، وحينها وافقت أمه وقالت له أن يذهب إلى السوق ليشترى بعض الأشياء التى ستحتاجها لصنع الحلوى .
ذهب أحمد مسرعًا إلى السوق وفي طريقه ألتقى بإبن عمه عمر ، فسأله عمر إلى أين تذهب يا أحمد ، وأجابه أن والدته طلبت منه الذهاب إلى السوق لشراء الأشياء التي ستحتاجها لإعداد الحلوى اللذيذة ، فقال له عمر أنه هو أيضًا متجه إلى السوق ودعاه للذهاب سويًا.
وصل الاثنين إلى السوق واتجهوا ناحية المتجر ، اشترى كلًا منهما ما كان ينتوي شرائه ودفعوا حسابهما للتاجر وصاروا معًا متجهين إلى منازلهما ، وفي الطريق لم ينتبه أحمد لوجود حجر متوسط الحجم في طريقه ، فتعثرت قدماه وسقط على الأرض وفسدت كل الأشياء التي اشتراها وتكسر البيض المطلوب لإعداد الحلوى .
فبكى أحمد كثيرًا ونهض من على الأرض وساعده عمر في ذلك وحاول أن يهدئه ولكن أحمد كان يبكي كثيرًا لأنه لم يرى الحجر ولم ينتبهه لطريقه جيدًا ، وأخذ يفكر فيما سيقوله لأمه التي اعتمدت عليه في شراء ما تحتاجه وقد خذلها ، يعلم أن أمه ستغضب منه غضبًا شديدًا وربما تعاقبه وتحرمه من الحلوى التي طلبها .
فكر عمر في فكرة تجنب أحمد العقاب وأخذ يقنعه بأن يقول لها أن المال سرق منه وهو ذاهب للشراء ، وأخذ يقنعه عمر بأن يقول ذلك وأنها كدبة بيضاء تجنبه عقاب والدته ، ولكن أحمد رفض هذه الفكرة فهو لم يتعود على الكذب فلو نجا من عقاب أمه فماذا سيفعل في عقاب الله له .
ذهب كلًا منهما إلى منزله ، وتفاجأت أمه بعودته إلى المنزل دون شراء ما طلبته منه ، فكر أحمد قليلًا عما سيقول لأمه ، سألته والدته أين الأشياء ولم اتسخت ملابسه بهذا الشكل ، فأجابها أحمد بكل ما حدث وأنه فضل قول الحقيقة على أن يكذب عليها ويعاقبه الله على فعلته ، وهنا احتضنته أمه وقالت له أنها ستعطيه المال يشتري لها الطلبات مرة أخرى لتعد له الحلوى وحمدت الله أنه لم يكذب عليها .