في قرية صغيرة كان هناك فلاح بسيط اسمه سعفان ، يعيش ببيت بسيط ذو أرض صغيرة ويطل على شاطئ إحدى البحيرات الواسعة ، سعفان كان يعمل بمهنه الفلاحه ، وهو كثير النشاط والحركة والمهارة ، حيث ورث مهنته من أبيه وأجداده .

وكان يقوم بحرث الأرض وريها وزراعتها بأجمل النباتات ، في صبيحه كل يوم كان سعفان يستيقظ في الباكر لينظف حظيرة الحيوانات ويحلب الأبقار ويضع لهم الطعام ، وكان سعفان يعتبر أن عمله هذا هو خدمة يؤديها لوطنه وعليه أن يؤديها بحب فالوطن يعطينا الكثير ولا يبخل على أبنائه .

وكان سعفان يعشق النظر إلى الطيور الجميلة التى تحيط بالبحيرة ، فهي مختلفة الأشكال وزاهية الألوان وتعطي ليومه المزيد من البهجة حينما كان يقوم بهوايته في مراقبتها وتأملها ، سعفان رجلًا قويًا ويرجع ذلك للأعمال التي يقوم بها طوال يومه فهي تزيد جسده قوة وصلابة .

وفي أحد الأيام عندما كان سعفان يحرث أرضه ، سمع صوتًا يأتي من خلفه ، وعندما نظر سعفان وراءه فإذا هو بثعبان كبير وضخم ، فزع سعفان مما رآه وأراد الهروب ولكن الثعبان تحدث إليه وقال له : لا تخف مني فأنا لن أوذيك ، أرجوك أسمعني ، حاول سعفان الرجوع بظهره ووقف خلف ساتر يحول بينه وبين الثعبان ، وقال له ماذا تريد ؟ فأجابه الثعبان وقال أنه يستنجد به هو وأولاده لأن جار سعفان يحاول القضاء عليه وهو لا يستطيع الاختباء منه ، وطلب الثعبان من سعفان أن يخبأه في أي مكان يأمن فيه على نفسه من جاره .

وبالفعل صدقه سعفان وخبأه في منزله حيث أن جاره لن يستطيع البحث عن الثعبان في منزل سعفان ولن يخطر على باله أن الثعبان توسل إلى سعفان ليحميه من الموت ، وأخذ الجار يبحث عن الثعبان هنا وهناك طوال اليوم حتى يأس من العثور عليه .

ولما شعر الثعبان بالأمان وأطمأن ، جاء في الليل وذهب إلى سعفان وهو نائم وألتف حول عنقه فأحس به سعفان بأنه يختنق وأستيقظ ، فوجد الثعبان الذى أنقذه من الموت يلتف حول عنقه ويخنقه ، فكر في الصراخ ولكن لن يسمعه أحد فالكل نائم ، وقال أنه لن ينجده من هذا الثعبان سوا الله ، فأخذ يدعو الله أن يخرجه من هذا الذي فيه .

وكأن أبواب السماء مفتوحة حيث نبتت شجرة ودخلت إحدى فروعها من نافذة غرفة سعفان ومعروف عن هذا النوع من الأشجار أنها جاذبة للثعابين ، فلما رآها الثعبان ، أنجذب لها وأخذ يأكل من أوراقها وفجأة سقط أرضًا حيث ضربه سعفان بالفأس .

By Lars