كان يعيش في إحدى المزارع الجميلة ، ثلاثة أخوة مع والدهم وكانوا يقومون بمعظم الأعمال لمساعدة والدهم ، ولكن كانوا يتشاجرون كثيراً مما كان يحزن الأب ، ولم يتوقف الأخوة عن المشاجرة ، حتى في طريقهم إلى السوق لبيع محصول مزرعتهم ، من الخضار .

فكان منهم من يقود العربة ومنهم من يمسك بصناديق الخضار ، لئلا تسقط على الأرض فكانوا يتشاجرون حول أي منهم ، من يمسك العربة وأي منهم من يمسك ، صناديق الخضار لئلا تسقط على الأرض .

حتى وصلوا أخيراً إلى السوق فوقفوا في منتصف السوق ، لبيع الخضار وكان الطقس ذلك اليوم حار ، والشمس تطلق أشعتها الساخنة ، فذهب الأخ الأوسط لتناول كوب من العصير ، وأوصى أخيه الأكبر وأخيه الأصغر بالبيع ، والاهتمام بالعربة والخضار لحين عودته .

وبعد قليل شعر الأخ الأصغر بشدة الحرارة ، فقرر الذهاب للسباحة في البحيرة الموجودة بالقرب من سوق القرية ، وترك أخيه الأكبر يهتم بالبيع لكن الأخ الأكبر ، اغتاظ من الأخ الأوسط والأخر الأصغر لتركهما له وحده ، يبيع الخضار .

ففضل النوم مستنداً على العربة وترك العربة والخضار ، وراح في نوم عميق حتى جاء الكثير من الناس لشراء الخضار ، لكنه ظل نائماً فتركه الناس وبحثوا عن بائع آخر ، وعند غروب الشمس عاد الأخ الأصغر من البحيرة ، بعد أن قضي اليوم كله يسبح ويمرح هناك ، وقال في نفسه أن أخيه الأكبر سيهتم بالبيع ، فقرر عدم العودة له إلا بعد غروب الشمس وعندما تصبح ماء البحيرة باردة .

وعندما عاد وجد أخيه الأوسط يتشاجر مع الاخ الأكبر ، لأن عربة الخضار قد سرقت وكل ما عليها لم يعد موجوداً ، وعلم أنه كان نائماً ولم يراقب العربة فبدأ الأخوة الثلاثة يتشاجرون ويلوم ، كل واحد الأخر .

وعندما عادوا إلى والدهم وعلم بسرقة العربة والخضار ، وما لحق به من خسارة كبيرة بدل من مكسب توقعه ، اجتمع بهم ليعرف من تسبب في سرقة العربة والخضار ، فبدأ الأخ الأكبر يلوم الأصغر لأنه تركها ، وذهب للسباحة .

وبدأ يلوم الأخ الأوسط لأنه ذهب لشرب العصير ، ولام الأخ الأصغر الأخ الأكبر لأنه نام ولم يهتم بمراقبة العربة والخضار ، وزادت حدة الشجار فصاح الأب وطلب منهم الكف عن الجدل والصياح ، وقال لهم : انتم لستم أخوة .

ودخل الأب إلى غرفته وأخبرهم بأنه غداً هو يوم هام للحصاد ، وعليهم العمل في الصباح الباكر ولا مجال للكسل ، ولا مجال للشجار وفي صباح اليوم التالي ، وقد كان يوم الحصاد استيقظ الأب ، ولكن لم يستيقظ الاخوة الثلاثة .

فكل واحد قال في نفسه يكفى أن يصطحب والدهم واحداً منهم فقط ، وظن كل واحد أنه سيصطحب الأخر وليس هو ، فغضب الأب من كسلهم وحاول إيقاظهم لكنهم كانوا متعبين من شجارهم بالأمس .

فرحل الأب هو وزوجته ليحصد المحصول ، وترك أولاده نيام وعندما عاد الأب قرر أن يلقن أولاده ، درساً لا ينسى فأجتمع بهم مرة أخرى ، وأعطى لكل واحد عصا خشبية ، وطلب من كل واحد محاولة كسرها .

فتمكن كل من الثلاثة من كسر العصا كل واحد بمفرده ، ثم أعطاهم مجموعة مربوطة من العصي الخشبية ، وطلب من كل واحد كسرها ولن يتمكن أي منهم كسرها ، فقد كانت مجموعة قوية من الاخشاب ، لن يتمكن أحد من كسرها .

وهنا أوضح الأب اهمية تعاونهم ، واتحادهم معاً لانجاز الامور فالتعاون فيه قوة وإتقان ، وسرعة في إنجاز العمل فتعلم الاخوة الثلاثة ، أن الشجار والخصومة ما هو إلا مضيعة للوقت ، وعليهم التعاون والاتحاد لأن فيه تكمن القوة .

By Lars