ذات يوم خرج الديك مع أولاده الصغار ، للبحث عن طعام وفرح الصغار كثيراً لأنهم بصحبة والدهم ، في ذلك اليوم التي تشرق فيه الشمس ، وتبعث دفئها على المزرعة ، فكان الديك يحكي لهم ، العديد من القصص ، والمواقف الطريفة التي تحدث معه طوال الطريق
بل كانوا يرددون الأغاني والألحان ، مع والدهم وأوصى الديك أولاده الصغار ، بعدم الابتعاد عنه حتى لا يتعرضوا للخطر ، حيث أخبرهم عن وجود الثعلب ، في ذلك المكان وقد يكون بالقرب منهم ، ويطمع في تناولهم لذا عليهم الحرص والانتباه دائماً .
وكان الثعلب الشرير مختبئًا ، خلف شجرة عندما رأى الديك ، هو وصغاره يقتربان وكان يخبئ نفسه ، حتى يتمكن هو من أن يراهم ، ولكنهم لم يستطيعوا هم رؤيته ، ولكن لم يجرؤا على الاقتراب ، من صغار الديك ، خوفاً من صياح الديك ، منبهاً صاحبه لوجود خطر ما
وظل الديك مختبئاً ، منتظراً الفرصة المناسبة للهجوم ، على صغار الديك ، وبينما كان الديك منهمكاً في النبش في الأرض ، للبحث عن طعام له ولصغاره ، ولزوجته الدجاجة ابتعد واحد من الصغار ، عند والده الديك ، وهو يلعب دون أن ينتبه .
وظل الصوصو الصغير ، يبتعد ويبتعد حتى أقترب من الشجرة ، التي كان الثعلب يقيم خلفها ، فترقب له الثعلب وما أن أقترب نحوه ، حتى أنقض عليه الثعلب ماسكاً إياه بفمه ، وبدأ الصوصو الصغير بالصراخ ، طالباً النجدة من والده الديك .
سمع الديك صراخ ولده الصغير فعلم أنه في خطر ، ركض مسرعاً نحو مصدر الصوت ، وما أن رأى الديك ، حتى أنقلب الثعلب مسرعاً على ظهره ، وتظاهر بالموت وكان الصوصو الصغير ، لا يزال بين فكيه .
فأقترب الديك بحذر منه قائلاً : لم أكن أعلم أن الثعالب تموت وفمها مغلق وأنا أعلم جيداً إنها عندما تموت ، الثعالب فمها يظل مفتوحاً ، وما أن سمع الثعلب ما قاله الديك ، حتى فتح فمه على مصراعيه .
وحينها سقط الصوصو الصغير من فمه ، وأمسك الديك بيده ، وركضوا هاربين من أمام الثعلب ، والديك يصيح بأعلى صوته منبهاً صاحبه لوجود الثعلب ، وما كان أمام الثعلب الغبي إلا الفرار والهرب ، قبل أن يأتي صاحب الديك ، وينتقم من الثعلب ويقتله .
وكان الثعلب يخشاه كثيراً ، لأنه يعلم أن ذلك الرجل يملك بندقية صيد ، وما إن سمع صاحب الديك صوت صياحه ، حتى ركض نحوه حاملاً بندقيته بين يديه ، وحمل الديك ودجاجه إلى مزرعته .
وعندما أصبح الديك وفراخه في آمان ، ركضت الفراخ الصغيرة نحو والدهم الديك ، وشكراه على ذكائه الذي أنقذ أخاهم ، من قبضة الثعلب الماكر ، الذي كاد أن يبتلع آخاهم الصوصو الصغير .
أما الصوصو الذي أبتعد عن أبيه وأخوته ، اعترف لوالده الديك عن خطأه ، لأنه تجاهل وصية والده الديك ، بعدم الابتعاد عنه وقدم اعتذار لوالده الديك ، قائلاً : لن ابتعد عنك مرة أخرى يا أبي بعد اليوم ، وسأنصت جيداً لكلامك وتحذيرك بل سأكون أكثر انتباهاً وحذراً ، في المرة القادمة ، كي لا أعرضكم للخطر ، شعر الديك بسعادة بعد أن أنهى صغيره كلامه ، وكان مسروراً أكثر لأنه لقن الثعلب درساً ، يحرمه من محاولة المكر والخداع معه مرة ثانية.
مغزى القصة :
أن نعلم الطفل ضرورة الإصغاء لكلام الوالدين ، والسعي لتنفيذه لأنه سيحميه من العديد من الأخطار .