كانت أواني المطبخ تعيش في سلام ووئام داخل المطبخ الصغير ؛ فالإبريق يعطف على أصدقائه الأكواب ، والصحون تصطف بترتيب ، وحولها الملاعق والسكاكين التي تحاول أن تظل هادئة لئلا تزعج الباقين عند حركتها.

أما القوارير فكانت مليئة بالزيوت والأعشاب ذات الرائحة الذكية ، أما قارورة الخل فكانت منزعجة من سدادة الفلين التي تغطي رأسها فقالت لجارتها قارورة الزيت : أنت محظوظة ، لا توجد فوق راسك سدادة فلين مزعجة ، أوف ، لا أعلم لماذا وضعوا لي هذه السدادة البغيضة ؟

وقامت قارورة الخل بالنفخ ، والنفخ بقوة حتى طارت سدادة الفلين بقوة وسقطت في جرة كبيرة فارغة ، وحينها فرحت قارورة الخل لأنها تخلصت من سدادة الفلين المزعجة ، وهنا صرخت قارورة الزيت في وجه قارورة الخل قائلة : انظري ، بدأ خلك يتطاير ويتبخر في الهواء . قالت قارورة الخل : آه. يا الهي ، ما العمل الآن ؟ لقد عرفت فائدة سدادة الفلين ، أشعر أنني أتبخر ، هل هناك أحد يساعدني؟

وبعدها ذهبت قارورة الخل إلى الجرة الكبيرة ، وحاولت أن تستخرج  منها سدادة الفلين ، ولكنها لم تستطيع ، فالجرة كبيرة والفلين مستقرة بداخلها ، طلبت قارورة الخل من الجرة أن تعطيها الفلين ، ولكن الجرة اعتذرت وقالت أنا ثقيلة كما ترين ، ولا أستطيع الحركة .

كل هذا ، ولا زال الخل يتطاير من القارورة ، وهي تحدث نفسه قائلة : كيف أستطيع أن أحصل على سدادة الفلين ؟ وقامت بالنظر حولها ، ورأت إبريق الماء ، وقالت وجدتها ! وذهبت قارورة الخل إلى إبريق الماء مسرعة ، وقالت له: يا صديقي الطيب هلا ساعدتني؟

قال لها إبريق الماء : ماذا تريدين ؟ قالت قارورة الخل : أريد منك أن تملأ تلك الجرة الكبيرة ماء ، فذهب الإبريق وقام بصب الماء على الجرة حتى طفت سدادة الفلين وارتفعت ، واستطاعت قارورة الخل أن تمسك بها وتسد فوهتها ، وتوقف الخل على التبخر ، وحمدت قارورة الخل الله تعالى على أن أكرمها بأصدقاء محبين ، وقالت لهم لقد عرفت قيمة سدده الفلين ، ولن أنزعها عن رأسي مرة أخرى أبدًا.

By Lars