في المساء كان القمر مستديرًا وجميلًا ، فقالت نور لأمها : انظري يا أمي ، ما أجمل القمر! إنه يشبه الطبق البنور ، فضحكت الأم وقالت : حقا يا نور ولكن من بعيد ؛ لأنه في الحقيقة ليس به ماء ولا هواء وهو ملئ بالصخور.

خرجت نور إلى حديقة المنزل ، وهي تفكر في كلام أمها ، وجلست لتلعب بلعبها ، وبين الحين والحين كانت نور تنظر إلى القمر وتقول في نفسها : كم أنت جميل أيها القمر ، أتمنى أن أصل إليك.

فجأة رأت نور لعبها ترقص من حولها ، وسمعت زرافتها وهي تقول لها : يا نور يا أجمل نور أمسكي برقبتي الطويلة أرفعك إلى القمر البنور ، فرحت نور وأمسكت برقبة الزرافة  وارتفعت عاليًا عاليًا ، ولكنها لم تصل إلى القمر ، رفرف الصقر بجناحيه وقال : يا نور يا أجمل نور اصعدي فوق ظهري ، وأنا أحملك إلى القمر البنور .

صعدت نور فوق ظهر الصقر وطار بها أعلى ، حتى وصل إلى السحاب ، ولكن القمر مازال بعيدًا بعيدًا ، نزلت نور وجلست حزينة وحولها اللعب ، وأخذت تبكي وهي تقول : كنت أتمنى أن أصل إلى القمر الجميل.

وسمعت نور صوت أمها وهي تقول : لماذا تبكين يا حبيبتي فعرفت نور أنها كانت تحلم ، وأخذت تحكي لأمها ما رأت ، فضحكت الأم وضمتها إلى صدرها وقالت لها : هيا يا حبيبتي لتنامي في سريرك ، وهذه المرة ربما تصلين إلى القمر.

وذهبت نور إلى غرفتها بعد أن طلبت من أمها أن تخبرها بكل ما تعرف عن القمر من معلومات ، وبالفعل أخذت الأم تحكي لابنتها نور عن القمر ولونه ، ووصول بعض رواد الفضاء إليه ، لاكتشافه ، ومعرفة إذا كان يمكن الحياة عليه أم لا.

وكانت نور سعيدة جدا بكل هذه المعلومات الجديدة التي لم تكن تعرفها من قبل ، وهنا أخبرت نور أمها أنها تتمنى أن تصبح رائدة فضاء لتصل إلى القمر ، وفي اليوم التالي ، حينما ذهبت نور إلى المدرسة ، أخبرت صديقاتها عن القمر البنور ، ووعدتهم بأنها ستأخذهم في نزهة لرؤية القمر حينما تكبر وتصبح رائدة فضاء.

By Lars