يحكى أنه ذات يوم كان هناك رجلًا عجوزًا يعمل صيادًا ، يعيش بكوخ صغير على شاطئ بحر جميل ، وكان كل يوم ذهب للبحر ويلقى شبكته ليصطاد الأسماك ، كانت الأسماك كثيرة يأكل منها الصياد ويطعم حيواناته .
فقد كان يملك كلبًا جميلًا يدعى بولي ، وقطة سوداء تدعى سيرزينا ، كان الرجل العجوز يضع كرسيه على الشاطئ ويجلس ليدخن غليونه ثم ينادي على كلبه : بولي أنا أشعر بالعطش أحضر لي الماء ، فيجري بولي مسرعًا ليجلب له الماء في دقائق .
فكان الرجل يستخرج سمكة من جعبته ويقول لك : خذ هذه السمكة لك يا بولي ، ثم ينادي الرجل على قطته سيرزينا فلا تجيب ويستمر بالنداء لكنها لا تأتي فيقول الرجل : سيزرينا ألا تريدين سمكة ؟ ، فتظهر القطة وتقفز مسرعة من فوق سطح الكوخ وتدور حول أقدام الرجل العجوز وتقول له : مياو مياو أريد سمكة ، فيستخرج سمكة ويلقيها لها ويقول لها : ها هي سمكتك هيا أحضري لي قبعتي لأن حرارة الشمس مرتفعة .
تأكل القطة السمكة وتجري لتحضر قبعة الرجل العجوز ، فيقول الكلب بولي للرجل العجوز : القطة السوداء قطة شريرة ، فيقول له الرجل العجوز : لا تردد هذا الكلام بولي ، في اليوم التالي شعر الرجل العجوز أنه مريض بشدة ، وارتفعت درجة حرارته ولم يستطيع أن ينهض من فراشه ، فنادي الرجل على بولي : بولي أحضر لي دوائي من الخزانة .
أتى بولي مسرعًا وذهب إلى الخزانة لكنها كانت مرتفعة كثيرًا وبولي لا يستطيع القفز إلى ذلك الارتفاع ، حاول الكلب القفز مرات ومرات لكنه لم يستطع أن يصل إلى خزانة الأدوية ، فنادى الرجل العجوز : سيرزينا سيرزينا ، نادي العجوز مرةً تلو الأخرى لكنها لم تجيب ، فقال الرجل العجوز : سيرزينا ألا تريدين سمكة ؟ حالما قال الرجل العجوز ذلك أتت القطة مسرعة وقال : مياو مياو.. أريد سمكة ، فقال لها الرجل سيرزينا أنا مريض اليوم ولن أستطيع الذهاب لصيد الأسماك ، فأسرعي وأحضري لي أقراص الدواء من الخزانة .
قفزت القطة بجوار خزانة الدواء ، لكنها بدلًا من أن تحضر الأقراص صاحت مجددًا : مياو مياو أريد سمكة ، فقال لها الرجل العجوز بحزن : من فضلك سيزرينا أحضري لي أقراصي وإلا لن أستطيع النهوض ، لكن القطة لم تتحرك .
ظل العجوز الفقير يبكي من الألم وفجأة سمع الكلب ينبح : وو وو ، ألتفت الرجل العجوز فوجد علبة الأقراص على الأرض ، فقال الرجل لابد أنها وقعت من تلقاء نفسها ونظر باتجاه الخزانة فوجد سيرزينا مازالت واقفة .
ألتقط بولي الأقراص وأحضرها للرجل العجوز ، وبعد فترة انخفضت حرارته ، وفي الصباح تحسنت صحته وخرج إلى البحر وألقى شبكته واصطاد الكثير من الأسماك ، جلس الرجل على كرسيه على الشاطئ يدخن غليونه وينظر باتجاه البحر ، فقال له الكلب : سيدي هذه القطة عديمة النفع هيا نلقيها بعيدًا ، القطة السوداء قطة شريرة.
فقال له الرجل : إن سيرزينا سوف تتغير ، انتظر وسوف ترى ، فقال له الكلب لقد قلت هذا الكلام من قبل على والدتها الشريرة الملعونة التي كانت تمزق لك شباك الصيد ، فأجاب الرجل العجوز : بولي عليك أن تؤمن بقدرة الله لايوجد مخلوق ملعون ، وسوف تتغير سيرزينا وسترى ، فقال له الكلب : ألن نتناول الإفطار ، قال الرجل العجوز : خذ ها هي سمكتك ، عندئذ ظهرت القطة الجائعة وأخذت تدور حول الرجل العجوز فأعطاها سمكة وأخذ يربت على رأسها ، ثم استغرق في النوم.
استيقظ الرجل العجوز فوجد النيران تلتهم سطح الكوخ فقال لبولي : هيا أسرع أحضر الماء فركض بولي مسرعًا وأحضر الماء وحاول بذل قصارى جهده لإخماد النار ، نادى الرجل : سيرزينا هيا ساعدينا ، لكنها لم تتحرك .
التهمت النيران الكوخ بالكامل فغضب الرجل العجوز بشدة ونظر إلى القطة وقال لها أيتها القطة الشريرة الملعونة لا مزيد من القطط السوداء ، وأخذها الرجل وألقاها في البحر فتحول لونه للأسود .
في اليوم التالي كان الرجل العجوز جائعًا بلا مأوى فحاول إلقاء شبكته في البحر لكنها خرجت فارغة ، وفي اليوم التالي أيضًا خرجت الشبكة ببعض الأسماك الصغيرة التي لا تكفيه هو بولي .
حزن الرجل وجلس على ركبتيه ورفع يديه في السماء ، فجاء طائر نورس صغير ووقف بجواره وقال لها : أيها الرجل العجوز هل فقدت إيمانك بالله ، فقال له الرجل كانت تلك القطة شريرة ، فقال الطائر لا أيها العجوز إنها جلبت لك الدواء يوم كنت مريض .
حزن الرجل وفجأة مرت بجواره قطة صغيرة سوداء : فالتقط السمكة الصغيرة التي اصطادها وقسمها ثلاثة أجزاء وأعطى بولي جزء والقطة جزء وتناول هو الجزء الباقي ، فقال له بولي : ألم نقل أنه لا مزيد من القطط السوداء ، فقال له الرجل : لا يابولي كل شيء يتم بأمر من الله ولا توجد قطة ملعونة .
في اليوم التالي ألقى الرجل شبكته فخرجت بالكثير من الأسماك : فأكل الرجل وأطعم بولي والقطة وقام ببناء كوخه من جديد ، لكن لون البحر ظل أسود .
مترجم عن قصة : The legend of the black sea