كان هناك رجل غني للغاية وكان لديه اثنان من الأبناء ، الأول كان يعمل بجهد شديد ، وكان دائمًا مطيعًا لوالده ، كان شخص لطيف وجيد ، أما الابن الثاني فكان مختلف تمامًا عن شقيقه الأول ، فكان يتجنب العمل في حقل والده ، وكان يرفض طاعة والده ، كان يريد دائمًا أن يحيا بحرية وبتهور .

في يوم من الأيام جاء الابن الأصغر وطلب من والده أن يقسم ثروته بينه وبين شقيقه ، شعر الأب بالحزن الشديد ، وقرر أن يقسم الثروة ، أخذ الابن الأصغر حصته من الثروة ، وقرر أن يغادر المنزل ، سافر إلى بلد بعيدة ، هناك كون مجموعة كبيرة من الأصدقاء .

وبدأ ينفق أمواله على أصدقاؤه ، وعلى الطعام والمشروبات ، وكان لديه العديد من العادات السيئة أيضًا ، فقام بإنفاق جميع أمواله ، وسريعًا لم يعد لديه أي أموال ، حين أدرك أصدقاؤه أنه لم يعد يمتلك شيء بدؤوا يبتعدون عنه الواحد تلو الأخر .

في نفس الوقت بدأت المجاعة في البلد التي كان يعيش فيها ، ولم يتمكن من الحصول على أي عمل ، ولم يساعده أيًا من أصدقاؤه بالمال ، وكان حينها مجبرًا على أن يعمل في وظيفة سيئة للغاية ، وهذه الوظيفة هي إطعام الحيوانات ، بعد فترة من العمل وبسبب الجوع أحيانًا بدأ يأكل من طعام الحيوانات .

كان يشعر بالحزن الشديد وبدأ يفكر في نفسه أنه حين كان في منزل والده ، كان الجميع يأكل حتى الخدم كان لديهم ما يكفيهم من الطعام ، وكان لديهم مسكن جيد أيضًا ، ولكنه في هذا البلد يعاني من أجل الطعام والمأوى ، قرر حينها أن يعود إلى والده ، وأن يستجديه من أجل أن يقبله من جديد حتى ولو عمل كخادم لديه .

قرر أن ينطلق الابن إلى منزل والده ، وفي نفس الأثناء كان والده دائم التفكير فيه ، فكان يجلس بالقرب من نافذة المنزل ، وينظر إلى الطريق ويتوقع عودة ابنه إلى المنزل ، وفي أحد الأيام شاهده الوالد الحزين قادم من على مسافة كبيرة ، فخرج من المنزل في فرح كبير .

حين قابل ابنه كان ابنه يشعر بالخجل فانحنى على الأرض وقال لوالده بحزن أنا لا استحق أن أكون ابنك ، أرجوك اقبلني حتى ولو خادم لديك ، ساعده والده على النهوض وقام باحتضانه ، استدعى أحد الخدم وطلب منه أن يحضر أفضل رداء وأن يعطيه لابنه ، وأن يعطيه خاتم ليرتديه وحذاء ليلبسه في قدميه .

وأحضر الوالد حمل سمين وطلب من الخدم أن يذبحوه وأن يحضروا عشاء فاخر ، وقال لابنه دعنا نأكل ونستمتع ، فقد كنت غائب والآن قد وجدتك ، حينها كان الابن الأكبر عائد إلى المنزل من العمل ، وسمع الموسيقى في المنزل ، فسأل أحد الخدم ماذا يحدث ، حينها أخبره الخادم أن شقيقه عاد إلى المنزل .

وأن والده يحتفل بعودته ، وأن والده أمر أن يذبح حمل سمين ويحضر لهم عشاء لذيذ وشهي من أجل الاحتفال ، حينها شعر الابن الأكبر بالغضب ورفض أن يدخل إلى المنزل ، خرج الأب من المنزل وترجى ابنه الكبير حتى يدخل ويحتفل بشقيقه معه .

حينها قال الابن الأكبر لقد أطعتك لأعوام وقمت بكل العمل من أجلك ، ولكنك أبدًا لم تكن تعطيني أي شيء ، حتى حين كنت طفل لم تكن تسمح لي أن استمتع مع أصدقائي ، أما أخي فقد أنفق كل أموالك بتهور ، وأنت تأمر بذبح حمل سمين للاحتفال بعودته !!

رد عليه والده يا بني لقد كنت دائمًا بجواري ، وكل أملاكي بين يديك ، أما شقيقك الأصغر فكان ميتًا ، والآن عاد للحياة ، كان مفقودًا والآن وجدته ، ولذلك قررت أن أحتفل به ، فهم الابن الأكبر الحب الكامن وراء كلمات والده  ، ونسي كل الغضب الذي كان يشعر به تجاه شقيقه الأصغر ووالده ، وقرر أن يدخل إلى المنزل برفقة والده وأن يحتفل بعودة أخيه ، كان يشعر حينها بالسعادة بالفعل ، ومنذ ذلك اليوم تحسنت الأوضاع وصار كلاهما مطيعًا وجيدًا .

القصة مترجمة من قصة : The Story Of The Prodigal Son

By Lars