على ضفاف البحيرة ، كان هناك طائر كبير يعيش على ضفاف البحيرة اسمه بهاروندا ، كان هذا الطائر له رأسين برقبتين ، ولكن لهما جسم واحد ، كانتا الرأسين دائمًا على خلاف ، فحاولت باقي الطيور نصحهما ، أن يتحدا حتى لا يقعا في المشاكل فمهما كان يجمعهما جسد واحد ، ولكن دون جدوى ، دائمًا في جدال ونزاع .
وذات يوم ، ذهب الطائر برأسيه يتجول يبحث عن الطعام ، فوقعت عين أحد الرأسين على فاكهة حمراء فانطلق نحوها وانقض عليها حتى أمسك بها بين منقاريه ثم ذهبا إلى العش ، قالت الرأس التي معها الفاكهة : ما هذا ؟ ، يا لها من فاكهة جميلة المظهر لذيذة الطعم ، أنا لابد أني محظوظة لأنني وجدت هذه الفاكهة ، وأنا واثقة من أن هذه الفاكهة وجدتها لأني رأس جيدة .
وكانت وهي تقول هذا الكلام ، بدأت تأكل الفاكهة وهي تظهر متعة قصوى ، وظلت أثناء تناول الطعام ، تشيد كيف أن هذه الفاكهة لذيذة أكثر من أي فاكهة أخرى قد مرت عليها في حياتها كل ذلك وهي لم تقدم للرأس الأخرى جزء منها ، أو حتى تعزم عليها حتى تأخذ قضمة واحدة .
كانت الرأس الاخرى ترى وتسمع كل هذا ، لم تستطيع أن تحتمل كل هذا الكلام وكل هذا الإغراء فقررت أن تطلب من الرأس الأخرى ولو قطعة صغيرة تتذوقها وقالت : يا عزيزتي ، أرجوكي هل تسمحي لي أن أتذوق الفاكهة التي كنتِ تمدحين فيها من كل قلبك .
فضحكت الرأس الأخرى وهي لا تريد أن تعطيها شيئًا ، فردت بكل سخافة وقالت : نحن نشترك في المعدة نفسها ، فمن منا يأكل الفاكهة ، فإن الطعام سيذهب إلى نفس المعدة ، وبالتالي ليس هناك فرق من أكل الفاكهة ، وأنا الذي وجدت هذه الفاكهة في المقام الأول ، ولدي الحق في أكله بمفردي .
سكتت الرأس الثانية وأصابتها خيبة أمل بعد سماع ردها ، وقد أضمرت في نفسها الضغينة من الرأس الأخرى ، أما الرأس الأولى فكانت فرحة بما حققته من هزيمة للطرف الآخر ، بعد بضعة أيام ، ذهبوا للتجول لصيد الطعام ، وبينما هم يتجولون فإذا بالرأس الثاني تعثر على بعض الفاكهة ، وكانت الثمار من شجرة سامة ، فكانت الرأس الأولى تعلم ذلك فحذرتها ونبهتها ، ولكن الرأس الثانية حمقاء وظنت أنها تخدعها وقالت لها : أنت رأس مخادع ، أتذكر ذلك اليوم الذي كنتِ قد أهنتيني فيه من عدم تقاسم الفاكهة اللذيذة ، والآن أنا ذاهبة لتناول هذه الفاكهة والانتقام ورد إهانتك .
فقالت الرأس الأولى : من فضلك لا تأكلين هذه الفاكهة ، بل هي سامة ، ونحن نتشارك في المعدة نفسها ، وإذا كنتي ستأكلين منها ، فإننا سنعاني على حد سواء ، سخرت الرأس الثانية من الأولى واستمرت في حماقتها ، وأخبرتها قائلة : أغلقي فمك ولا تتكلمين إلي مرة أخرى ، ولأنني أنا وجدت هذه الفاكهة في المقام الأول ، فإن لدي الحق في أكلها بمفردي .
ومع معرفة ما سيحدث ، بدأت الرأس الأولى في البكاء ، وأكلت الرأس الثانية الفاكهة السامة دون أن تزعجها تحذيرات الرأس الأولى ، ونتيجة لهذا العمل ، وعندما وصل السم إلى المعدة ، عانى كلاهما بشدة .
الحكمة تقول : في الإتحاد قوة وفي التفرق ضعف
مترجمة من قصة : The Bird with Two Heads