كان يعيش بين الصخور نسر قوي ، يعتنى بصغاره ويساعد زوجته ، وفي صباح أحد الأيام ترك النسر عشه الصغار ، وطار يبحث لهم عن طعام ، وطار النسر فوق مزرعة يعيش فيها طفل صغير ، يدعى بشير .
وكان ذلك الفتى الصغير ، يعيش مع جده العجوز ، وكان بشير يخرج في كل صباح مع جده العجوز ، للقيام بقطف الثمار التي تجود بها أشجار المزرعة ، وتسلق بشير السلم الخشبي ، وأمسك به جده وصار يقطف ثمار أشجار المزرعة ، حتى جمع سلة كبيرة .
فأخبره جده أنهما عليهما التوجه إلى سوق القرية ، لبيع تلك الثمار وجني المال ، وكان بشير يزعج حيوانات المزرعة ، ويركض خلفها ممسكة العصا ليخيفهم ، وأوصاه جده بأن يكون مترفقاً بالحيوانات .
بل وكان جده يحاول أن يشغله في أعمال الزراعة والحصاد ، حتى لا يزعج حيوانات المزرعة ، وما أن ينتهى بشر من جمع الثمار ، حتى يصحبه جده من بعدها إلى سوق البلدة ، لبيع الثمار وهكذا كان بشير يقضى وقته ، في منزل الجد العجوز.
في يوم من الأيام لاحظ بشير معركة بين النسر والثعبان ، وخشي موت النسر فأسرع نحو جده ، وأخبره أنه عليه أن يسرع لمساعده النسر من قبضة الثعبان ، فركض جده نحوه ووجه نحو الثعبان عصا كبيرة ، حررت من قبضته النسر المسكين ، فطار النسر مسرعًا ليبتعد عن الثعبان ، وشكر بشير جده لإنقاذه للنسر .
ذات صباح وبعد أن جمع الجد وبشير ، بعض من ثمار أشجار القرية ، وضعوا الثمار على العربة ، وراح الجد يجر العربة وكان بشير يساعده أيضًا ، وراحوا يسيرون في طريق القرية حتى شعروا بالتعب ، لكثرة ما تحمله العربة من ثمار ، فطلب الجد من بشير التوقف لأخذ قسط من الراحة أسفل الشجرة .
طلب بشير من جده ، أن يتركه يدفع العربة بمفرده فوافق الجد ، ووعده جده بشراء حذاء جديد له ، أن تمكنوا من بيع كل الثمار ، ففرح بشير وتحمس للتوجه إلى السوق ، وبيع كل الثمار .
فنهض بشير مع جده ، وبينما يسيران في طريقهما إلى القرية ، سمع الجد صوت استغاثة من النسر ، وما أن اقترب نحو مصدر الصوت ، حتى وجد النسر واقعاً في فخ الصياد ، فقد علق النسر في شبكة الصياد ، ولم يستطع الخروج منها فصاح طالبا المساعدة ، فأسرع نحوه الجد وحرره من الشبكة ، وأطلقه حراً فطار النسر بعيداً.
استكمل بشير والجد طريقهما حتى وصلا إلى سوق القرية ، وتمكنا من بيع كل الثمار فتوجه الجد إلى متجر لبيع الأحذية ، واشترى لبشير حذاء جديد ثم عادا إلى المنزل مسرورين ، وكان بشير يسير ممسكا بحذائه رافضاً ارتدائه ، حتى لا يتسخ في طريق العودة وضحك الجد من كلام بشير المسرور بحذائه .
وفي الطريق مر الاثنان بجوار جدار متهدم ، فقرر الجد الجلوس ليستريحا من تعب اليوم الشاق ، وكانا مستندين على الجدار القديم المتهدم ، وكان النسر يطير فوقهما مراقباً ما في الأرض ، وعندما رأى الولد الصغير وجده العجوز اللذان انقذه مرتين من الموت ، طار فوقهما ثم أقترب من بشير ، والتقط النسر حذاء بشير الجديد وابتعد به .
حزن بشير وبكى على فقدان حذاءه الجديد ، وراح الجد وبشير يركضان خلف النسر محاولان اللحاق به ، لكن طار النسر بعيداً وما أن ابتعد الجد وبشير ، حتى سقط الجدار القديم وعندما نظر بشير لسقوط الجدار ، علم أنه نجى هو وجده من الموت ، ووقف الاثنان سالمين مندهشين ، وعندها رد النسر الامين حذاء بشير ، فعلم الجد وفاء ذلك النسر وحيلته لإنقاذهما من الموت ، رداً للجميل الذي صنعه الجد معه مرتين .