تلك القصة من الماضي القريب ، تحكي أن فتاة صغيرة وجميلة عاشت في المدينة ، وفي ليلة رأس السنة كانت الفتاة تسير على جانب الطريق ومعها علب عديدة من الثقاب ، وفي سلة تمسكها بيدها ، وملئت جيبها ببعض علب الثقاب أيضاً ، وكان الجليد يتساقط على شعرها ، ووسط خصلتها المتدلية على رقبتها .

ظلت الفتاة تسير منذ الصباح ، ولكنها لم تتمكن من بيع أي من علب الثقاب ، التي كانت تحملها وظلت تقترب من المشاة ، في طريقها ولكن لم يكترث لها أجداً ولم يشتري أي من المارة ، علب ثقاب مما كانت تمسك به وتعرضه عليهم ، لأنهم كانوا يستمتعون بأمسية ليلة رأس السنة ، والاحتفالات المخصصة بتلك المناسبة .

ظلت تلك الفتاة تسير وفجأة استوقفها ، متجر لبيع الكعك والمخبوزات الشهية فتطلعت إلى منظرها الشهي ، وكانت تلك الفتاة تشعر بالجوع الشديد ، لأنها لم تأكل منذ الصباح فتجاهلت ما رأت وأكملت طريقها ، وأشتد البرد وزاد سقوط الثلج ، وشعرت الفتاة بقسوة البرد وظلت ترتجف من شدة البرد .

أكملت الفتاة طريقها لكنها كانت تسير بصعوبة ، وهي حافية القدمين وفي أثناء النهار ، عندما كانت تجلس في البيت لترعى جدتها المريضة ، وطلبت منها والدتها الخروج لبيع الثقاب ليتمكنوا من شراء الطعام ، فاضطرت الفتاة للخروج لبيع الثقاب ، حتى توفر المال الكافي لشراء وجبة عشاء لها ولوالدتها ، ولجدتها المريضة بل توعدها والدها بعدم الرجوع إلى المنزل لحين بيع ، كل الثقاب الموجودة معها.

وخرجت الفتاة وحاولت بجد بيع الثقاب ، وأقترب الليل وظلت بدون طعام أو شراب ، وكادت تعود للمنزل لكنها تذكرت تهديد والدها ، لها بالضرب أن لم تبع الثقاب التي بحوزتها فتماسكت ، وأكملت طريقها لبيع الثقاب وأثناء سيرها ، وقد انهكها الشعور بالجوع والتعب اصطدمت برجل وسألته ، ما أن كان يريد بعض الثقاب لكنه اعتذر لها وأكمل طريقه .

وجدت الفتاة الصغيرة زاوية بين منزلين ، فجلست لأخذ قسط من الراحة ، واشتدت حده البرد فنظرت الفتاة إلى الثقاب ، وفكرت في إشعال عود من الثقاب للحصول على الدفء وخطرت ، في بالها فكرة أخرى إنه لو علم والدها بأنها أشعلت الثقاب ، للحصول على الدفء سيغضب منها .

لكن البرد الشديد جعلها تفكر في إشعال واحدًا فقط من الثقاب ، فتشجعت وأخرجت عودًا من الثقاب ، وفجأة تحول عود الثقاب إلى مدفئة مصنوعة من الحديد ، وشعرت الفتاة بالدفء واقتربت من المدفئة لتتخلص من شعورها ، بالبرد وبعد لحظات قليلة سقط الثلج على عود الثقاب فأطفئه .

فاختبأت المدفئة الحديدية وخاب أملها وسرعان ، ما عادت ترتجف ثم قررت إشعال عود من الثقاب مرة أخرى ، فظهر جدار شفاف ترى من خلاله منزلا به العديد من الشمع ، الذي يبعث دفئه في أرجاء المنزل ، بل رأت افراد العائلة يتناولون طعام شهي على المائدة واقتربت الفتاة نحو المائدة حيث توجد إوزة مشوية ، شهية وفجأة اقتربت الإوزة من الفتاة .

أوشكت الفتاة على الإمساك بها وتناولها ، لكن انطفأت شعلة عود الثقاب واختفى المنزل فشعرت الفتاة بخيبة الأمل مرة أخرى ونظرت إلى السماء وتمنت العون من الله ، فرأت نجمة تسقط من السماء ، وحينها علمت أن سقوط نجمة يعنى وفتاه شخص ، وكانت جدتها مريضة فظنت موتها .

عندما أخرجت عود من الثقاب ظهرت لها جدتها ، وأخبرتها إنها تخشى موتها وطلبت الفتاة الصغيرة ، من جدتها أن تبقى معها فأمسكت بها جدت ، وحلقت في السماء وشعرت الفتاة بالشبع والسرور ، إنها بصحبة جدتها المتوفية لان روحها صعدت إلى جدتها ، حين توفيت من قسوة البرد .

مترجمة عن قصة : THE LITTLE MATCH GIRL

By Lars