كان جحا في طريقه إلى السوق ، حين رأى جمع من الناس أمام محل الجزارة ، فذهب يستطلع الأمر ، وعندما اقترب جحا ، شاهد الجزار ممسكاً بأحد أصدقاءه ، فسأله جحا قائلاً : ما الأمر يا هذا ؟ ، فقال الجزار : إنني أداين هذا الرجل ، بثمن ثلاثة كيلو جرامات من اللحم ، وكلما طالبته ماطلني .

جحا يسدد دين صديقه :
أخرج جحا كيس نقوده ، ثم قال : ما مقدار الدين يا رجل ؟ ، فأجابه الجزار : ثلاثة دينارات يا سيدي ، قال جحا للجزار : تفضل خذ حقك ، فقال أحد الناس : لقد أنقذ جحا صديقه من ورطة كبرى ، وقال آخر : كان الجزار وصديق جحا ، سيذهبان إلى القاضي ، دفع جحا دين صديقه ثم سارا معاً.

جحا وصديقه :
فقال له صديقه وهما في الطريق : أشكرك يا جحا ، أشكرك يا صديقي العزيز الوفي ، لولاك ما كنت على خير حال ، فرد عليه جحا قائلًا : اشكر الله الذي جعلني في طريقك ، فدعا الرجل جحا قائلًا له : تفضل الى دارنا فهو قريب من هنا يا جحا ، فأجابه جحا معتذراً : سوف نجعل ذلك في يوم آخر ، لأنني مرتبط ببعض الأعمال يا صديقي ، ثم ذهب .

جحا والعودة للبيت :
عاد جحا إلى البيت ، فنظرت إليه زوجته في تعجب ، وقالت له : مالك يا رجل ، عدت بسرعة ، وليس معك المطلوبات التي خرجت من أجل شرائها من السوق ، فأجابها جحا : أنقذت صديق من ورطة ، وأجلت المطلوبات .

جحا وصديقة يلتقيان مصادفة :
وبعد عدة أيام ، صادف جحا صديقه في الطريق ، قال له صديقه : لقد انتظرتك في داري طيلة الأيام السابقة ، لأرد لك ما عليّ ، وها أنا ذا الآن أدعوك للحضور معي ، فقال له جحا : يا صديقي ، ليس لدي وقت الآن ، سأحضر فيما بعد .

وهكذا استمر الحال ، كلما قابل جحا صديقه ، قال له لقد انتظرتك ، وكلفت نفسي وجهزت ما عليّ من دين لك ، وأنت لم تحضر يا جحا ، قال جحا له : يا صديقي ، أنت تعلم مكان داري ، فان كان عليك لي دين ، فلتحضره .

التهرب من الدين  :
ومرت أيام ولم يحضر الصديق إلى بيت جحا ، فقرر جحا الذهاب إلى دار الصديق ، ومطالبته بالدين الذي عليه ، وعندما اقترب جحا من دار الصديق ، شاهده ينظر من النافذة ، رأى الصديق جحا قادماً ، فانسحب بسرعة إلى الداخل ، وأغلق النافذة .

ذكاء جحا:
طرق جحا الباب ، فسألت زوجة صديقه من الداخل : من الطارق ؟ ، فقال جحا : إذا لم يكن لدى صديقي مانع ، فإنني جئت لزيارته ، فقالت زوجة صديقه : إن صديقك خرج منذ برهة ، وسيأسف كثيراً ، حينما يعلم بتشريفك لنا في غيابه .

فلما سمع جحا الرد قال بصوت عالي : حسناً ظن ولكن قولي للصديق ، إذا خرج من الدار مرة أخرى ، فلا ينسى رأسه في النافذة ، لأن سيظنه الناس في البيت ، ويتهموه بسوء السلوك ، وأكل حقوق الناس .

من نوادر حجا .

By Lars