كانا كاي وجيردا ، صديقان مقربان للغاية ، بل وكانت جدة كاي تجتمع بهم ، لتقص عليهما قصص مسلية كل يوم ، وفي أحد الأيام جلست الجدة مع كاى وجيردا ، لتقص لهما قصة ملكة الثلج ، تلك الساحرة الشريرة ، التي تحول قلب الإنسان ، إلى قلب من الثلج ، ويصبح بعدها خادماً وتابعاً لها ، وأثناء سرد القصة تمنى كاي أن يلتقي بملكه الثلج ، وفجأة شعر بألم في قلبه ، وصرخ .

فأسرعت نحوه جيردا صديقته ، وجدته للاطمئنان عليه ولكنه صاح في وجههما ، وتصرف بغلاظة ومنذ ذلك الوقت تغيرت تصرفات كاي ، نحو صديقته جيردا وأصبح يتكبر عليها ، وعجزت جيردا عن فهم تصرفاته تلك .

وذات يوم أخرج كاي زلاجاته ليتزلج بها ، على الثلج وطلبت جيردا أن تشاركه التزلج ، ولكنه رفض رغم اعتياده على اللعب معها بزلاجته ، وركب كاي زلاجته وانطلق في الجليد مسرعاً ، واختفى عن الأنظار ، فعادت جيردا إلى المنزل حزينة .

فجأة وبينما كاي يتزلج بزلاجاته ، ظهرت له مركبة بخيول بيضاء ، وسحبت زلاجاته لمكان بعيد ، ثم توقفت المركبة ونزلت منها ملكة الثلج ، فشعر كاي بالخوف ، ولكن ملكة الثلج حركت يدها ، فوق رأس كاي فأصبح تابعاً ، لها وسار معها نحو قصر الثلج .

في ذلك اليوم ظلت جيردا تنتظر عودة كاي ، ولكنه لم يعد فقررت جيردا آلا تتخلى عن صديقها كاي ، وتخرج للبحث عنه وتحدثت إلى الجدة ، عن ذلك الأمر فشجعتها وقبل رحيلها أعطتها الجدة ، مرآة وأخبرتها أنها ستساعدها في البحث عن كاي.

خرجت جيردا وابتعدت عن المنزل ، وظلت تسأل الطيور والحيوانات والأشجار ، إذا رأوا كاي في أي مكان لكنهم لم يروه ابداً ، ولكن جيردا لم تيأس واستمرت في البحث ، عن كاي وفجأة ظهرت لها يمامة بيضاء.

استقرت اليمامة على كتفها ، وأخبرتها بأن تركب القارب المستقر على ضفاف النهر ، فجلست جيردا في القارب ، وتحرك القارب إلى الضفة الاخرى ، ووجدت نفسها أمام حديقة جميلة ، بها أنواع لم تراها من قبل من الورود والأشجار .

وشعرت جيردا بسعادة كبيرة لأنها تحب الزهور ، وفجأة ظهرت سيدة تملك تلك الحديقة ، فسألتها جيردا عن كاي ، وأخبرتها تلك السيدة أنها رأت كاي ، يسير مع ملكة الثلج ، بل وأخبرتها عن ملكة الثلج ، التي لعنت حديقتها الجميلة ، وأصبحت كل الازهار بدون رائحة .

وأخبرتها أنها تريد الانتقام من ملكة الثلج ، ايضاً واصطحبت جيردا نحو قصر الثلج ، وفي الطريق رأت عجوز حكيم يجلس في كوخ ثلجي ، فمرا به وسألها عن المرآة ، وتعجبت أنه يعلم بوجود مرآة معها .

وأخبرها أن تلك المرآة ستساعدها ، في فك لعنة ملكة الثلج عن كاي صديقها ، بل وأخبرها قصة ملكة الثلج ، حين كانت طفلة جميلة ومرحة ، وكانت أينما تذهب تتفتح لها الأزهار ، وتبرق عيناها كالشمس .

فخاف منها الأطفال وابتعدوا عنها ، وظنوها ساحرة فشعرت بالوحدة وكرهت من حولها ، وتمنت أن يتحول كل من أساء إليها إلى ثلج ، وسارت جيردا حتى وصلت إلى قصر الثلج وهناك رأت صديقها كاي ، فأسرعت نحوه وهي تشعر بالسعادة ، ولكنه تحدث معها بغلاظة ، فأخرجت المرآة ووجهتها نحو ملكة الثلج ، فعادت إلى طفولتها وزالت اللعنة ، من كاي وعاد مع جيردا إلى المنزل.

مترجمة  عن قصة :  SNOW QUEEN

By Lars