في أحد الأيام خرجت البطة الطيبة وهي تحمل بيدها حقيبة عجيبة ، يمكن أن تحوي داخلها كل شيء ، وأي شيء كبيرًا كان أو صغيرًا ، وكانت البطة تمشي كل يوم في الشارع ، وهي تحمل حقيبتها العجيبة وتقول : أنا بطة وعندي ريش ، من يعطيني لقمة عيش.
وأثناء بحث البطة عن الطعام في الشارع وجدت كيس مليئًا بالمال والذهب ، فنادت البطة بصوت عال : مال من هذا ؟ من ترى ضاعت نقوده ؟ ، وسمعها رجل غير أمين ، فطمع في المال.
وقال للبطة : إنها مالي ضاعت مني ، صدقت البطة كلام الرجل الطماع ، وأعطته كيس الذهب ، فأخذه الرجل فرحًا وعاد إلى بيته ، وقال لنفسه ضاحكًا : خدعت البطة وأخذت النقود .
وأكملت البطة سيرها باحثة عن الطعام ، وهي تقول : الحمد لله لقد أرجعت المال الضائع إلى صاحبه ، سمعها الهواء ، فقال لها : لقد خدعك الرجل ، فهو غير أمين ، وهذه النقود ليست نقوده ، وعليك أن تسترديها منه.
سمعت البطة كلام الهواء ، فحزنت ، وقررت أن تذهب إلى بيت الرجل غير الأمين ، وتسترد النقود ، وقالت له : أعد إلي النقود التي أخذتها أيها الرجل الشرير ، إنها ليست نقودك ، أعدها حتى أبحث عن صاحبها ، فصرخ في وجهها الرجل غير الأمين ، وجرى وراءها ، وكاد أن يمسكها ، ولكنها فلتت من يده ، وجرت .
وظلت البطة تقول له من بعيد : أعد النقود التي أخذتها ، إنها ليست نقودك ، أعدها حتى أبحث عن صاحبها ، فأغلق الرجل غير الأمين بابه ، وظلت تمشي وهي تقول نفس الكلام غاضبة وحزينة.
فلما سمعها الفأر ، سألها عن سبب غضبها ، فقصت له حكايتها مع الرجل غير الأمين ، فقال لها : خذيني معك في الحقيبة ؛ فقد أساعدك في إرجاع النقود من الرجل غير الأمين ، ودخل الفأر الحقيبة ، ومشت البطة بحقيبتها .
وقابلها سلم خشبي ، وعرف منها الحكاية ، فقال لها : خذيني معك في الحقيبة ؛ فقد أساعدك في إرجاع النقود ، ودخل السلم الحقيبة وظلت البطة ماشية حتى قابلت قربة ماء ، فعرفت منها حكاية الرجل الذي سرق النقود ، وقالت لها : خذيني معك في الحقيبة ؛ فقد أساعدك في إرجاع النقود من الرجل غير الأمين ، ودخلت هي أيضا الحقيبة .
وظلت البطة تمشي في طريقها حتى عادت إلى بيت الرجل غير الأمين ، وهي تحمل في حقيبتها الفأر والسلم وقربة الماء ، ووقفت أمام بيته وقالت له : أعد إلي النقود التي أخذتها ، إنها ليست نقودك أعدها حتى أبحث عن صاحبها.
فأمسك الرجل غير الأمين البطة ووضعها في عش الفراخ ، وقال لها : أمسكت بك ، وغدًا سأذبحك وأكلك مع الملوخية اللذيذة ، أريني كيف تستردين فلوسك الآن ؟ وتركها الرجل ودخل بيته ، فخرج الفأر من حقيبة البطة ، وقرض خشب العش .
فخرجت البطة وعادت تطرق باب الرجل مرة أخرى ، فتعجب كثيرًا كيف خرجت البطة ، ولكنه سرعان ما أخذها ورماها في البئر ، فخرج السلم من حقيبة البطة ، وذهب إليها في البئر ، فتسلقته وخرجت مرة أخرى لتطرق باب الرجل غير الأمين ، وتطلب النقود لتبحث عن صاحبها.
فتعجب الرجل ، وقال في نفسه ، كيف خرجت البطة من العش ، أهي بطة مسحورة ؟ وقرر أن يرميها في الفرن حتى تحترق ، ويستريح منها ، ولكن بسرعة خرجت قربة الماء من شنطة البطة ، وأطفأت نار الفرن ، فعادت البطة تطرق الباب على الرجل غير الأمين ، ففزع حينما رآها ، وظن أنها بطة مسحورة ، ودخل البيت مسرعًا وهو يصرخ قائلًا : بطة مسحورة ، بطة مسحورة ، وأحضر كيس النقود بسرعة ورماه ، ثم أغلق باب بيته بسرعة ، فضحكت البطة عليه ، وأخذت كيس النقود لتبحث عن صاحبه .
ثم خرج الفأر والسلم الخشبي وقربة الماء من حقيبة البطة وظلوا يضحكون على موقف الرجل غير الأمين ، وشكرتهم البطة ، وذهبت لتبحث عن صاحب النقود ، لتعطيه ماله المفقود.