يحكي أنه في يوم من أيام الصيف الحارة خرجت سارة مع أخوها سامي وبعض أصدقائها ، حتى يستمتعوا باللعب علي الشاطئ وبناء أجمل القصور من الرمال ، ويتخلصوا من حرارة الجو ويستمتعوا بنسمات البحر الباردة ، وهواءه المنعش ، وأعدت لهم والدتهم عدد من الشطائر وجهزت لهم سلة من العصائر والمياه ، كما لم تنسي سارة أن تحضر معها أدوات اللعب بالرمال ، وأصطحبهم جدهم جميعًا إلى شاطئ البحر الجميل .

عندما وصلوا إلى الشاطئ وجدوا أن مياه البحر بعيدة عن الشاطئ ، وبدت الصخور في البحر مدببه وبها مستنقعات من الطين والوحل ، تمسكت سارة خائفة بيد جدها ، وهي تسأله : لماذا ذهبت مياة البحر بعيداً عن الشاطئ يا جدي ؟ ومتي ستعود من جديد ؟

أخبرها الجد أثناء تثبيت المظلة على الشاطئ أن مياه البحر منحسرة للخلف بسبب الجزر ، فتسألت سارة عن معنى الجزر فأجاب الجد : أن الشمس والقمر يؤثران على البحر فتظل مياهه تتحرك للأمام وللخلف على مدار اليوم .

وظلت سارة تحت المظلة تستمع بأشعة الشمس الدافئة ، ورمال البحر الناعمة وهي مغمضة عينيها وفجأة شعرت بمياه البحر تبلل ساقيها فشعرت سارة بسعادة غامرة تجتاحها ، وهمست سارة لنفسها أين كانت هذه المياه الجميلة منذ الصباح .

تفاجأت سارة حين سمعت البحر يهمس بكلمات : اقتربت سارة من البحر لتسمع ماذا يقول : فسمعت البحر يقول لقد ذهبت لأنني كنت حزين بشدة وأشعر بالغضب من الناس ، فسألت سارة البحر ولماذا أنت حزين أيها البحر الجميل وغاضب من الناس ؟، و نحن جميعًا نحبك ونأتي لزيارتك كل عام ، والأطفال يملأن شاطئك ليستمتعوا بالرمال وبنسيمك العليل .

همس البحر محدثًا سارة من جديد : أحبهم كثيراً ولذلك أغمرهم بمياهي وأرطب لهم الهواء بنسماتي وأحمل لهم خيراتي من سمك وأصداف وأريح أبصارهم بزرقة مياهي ، ولكن هل تعلمين ماذا يردون لي كل ما أفعله من أجلهم ؟ ، انظري حولك يا سارة وأخبريني ماذا ترين حينما أبتعد عن الشاطئ ، نظرت سارة إلي الشاطئ فرأت أكواماً من النفايات وبقايا الأطعمة وقطع الملابس القديمة وأكياس الاطعمة الحلويات وزجاجات العصائر الفارغة ، بعضها سليم والبعض الآخر مكسور ، ففهمت سارة ما يعنيه البحر .

همس البحر من جديد وقال لسارة : هل رأيت يا سارة ما يفعله الناس بي وأنا السبب في إسعادهم ، وهم يملئوا مائي بالتلوث ، كما السفن التي تسير بي تترك عوادمها داخلي ، وتتسبب في حزن الأسماك والكائنات التي تعيش بداخلي ، وأنا أخشي أن تموت أسماكي والكائنات الجميلة التي تعيش بداخلي بسبب التلوث ، فلا تتعجبين يا سارة أنني أصبحت حزين وأحاول الابتعاد عنكم .

وعلى الفور قامت سارة مسرعة وجلبت أحد الأكياس وقامت بجمع النفايات والمخلفات من حولها ، ونادت على أخاها وأصدقائها ليساعدوها وهي تقول لهم هيا يا أصدقائي فلنجعل البحر سعيد كما يسعدنا ليعلم أننا جميعا نحبه حتى لا يتركنا ونذهب .

By Lars