كان هناك رجلان صديقان ، أحدهما طويل ورفيع ويدعى العم نخلة ، والأخر سمين وقصير ويدعى العم بندق ، وكانا قد اختار أحد الأيام ذات الطقس الجميل ، للعودة لبلدتهما بعد غياب طويل .

قال العم نخلة : من المؤكد أن عائلتي ، في شوق كبير لي ، فرد العم بندق : بالتأكيد وأنا أيضاً ، الجميع في انتظارنا ، فرد العم نخلة : لابد أنه سيكون هناك احتفال كبير لاستقبالنا ، ولذا فلنسرع حتى نصل باكراً إلى بلدتنا .

الشوق للعودة الى المنزل:
وتابع الصديقان سيرهما ، وهما يتخيلان لحظة الوصول إلى بيتهما ، بعد غياب طويل في مهمة عمل ، وذكر العم بندق لصديقه العم نخلة أن ابنته ، ستطهو له طعام لذيذ وسوف تُعد له حلوى شهية .

وبدأ يسرح بخياله وهو على مائدة الطعام ، يتناول ما لذ وطاب من طعام ، قد أعدته له ابنته ، بل وهو يلتهم قطع الكعك الشهية المزينة بالشكولاتة ، وقطع الفاكهة الطيبة فقد اشتاق العم بندق لطبخ ابنته ، وكان العم نخلة يضحك بسخرية من العم بندق ، وتفكيره الدائم في الطعام ، وحديثه المطول عنه .

الوصول لمفترق طرق:
وبدأ الصديقان يسردان ذكريات جميلة ، وأكملا طريقهما فرحين فبعد قليل سيجتمع كل منهما بعائلته ، ولكن فجأة وصلا العم بندق والعم نخلة إلى مفترق طرق ، فقال العم بندق في دهشة : ما تلك اللافتة ؟ ربما تشير إلى وجود طريقان مختلفان ، فرد العم نخلة : هذا صحيح ولكن ، أيهما هو طريق عودتنا ؟

فقال العم بندق وقد أشار ، للطريق الأيسر : أظن أن طريق العودة هكذا ، لكن قاطعه العم نخلة وقال : لا أظن ذلك بل أعتقد أن طريق العودة ، هو الجهة المعاكسة قال العم بندق : ولكن أنظر فذلك الطريق يشير إلى طريق الغابة .

فرد العم نخلة : أجل لكنه طريق أسرع ، واقصر للعودة فأنظر إلى الخارطة التي معي فأن سرنا للبلدة ، من جهة الغابة سيكون الطرق أقصر للوصول لبلدتنا ، فرد العم بندق : هذا صحيح لكن هل سلكت ، طريق الغابة من قبل ؟ ، فرد العم نخلة : لا هذه أول مرة لكن هذا سيؤدى بك ، إلى منزلك في وقت أقصر فتستطيع تناول اللحم ، الشهي والكعك اللذيذ .

فرح العم بندق من ذلك الاقتراح ، وتبع العم نخلة وهكذا أقنع العم نخلة العم بندق السمين ، بأتباع طريق الغابة الخطير فسار الصديقان في الغابة ، حيث لا يوجد أي إنسان آخر سواهما ، وكان العم بندق يشعر بالخوف لكن كان العم نخلة يطمئنه ، ويخبره أن تعرضا لأي خطر ما عليهما ، سوى الركض سريعاً وسينتهي الأمر .

خطر الغابة :
ولكن العم بندق كان سميناً ، مما سيجعل ركضه بطيئاً ، ولكن كان العم نخلة كان يطمئنه بأنه لن يتركه ، ولن يتخلى عن صديقه وقت الشدة والمحنة ، وسار الصديقان في وسط ظلام الغابة .

وفجأة ظهر دب كبير ، يقترب من الصديقان وما أن نظر له العم بندق ، حتى سقط على الأرض وفقد وعيه ، فراح الدب يشم العم بندق ليتأكد كونه حياً أم ميتاً ، وتركه كما أسرع العم نخلة بالركض هرباً من الدب ، تاركاً صديقه العم بندق ، مع أنه وعده بعدم التخلي عنه .

رحل الدب بعيداً ، وفي الصباح استعاد العم بندق وعيه ، وراح يبحث عن صديقه العم نخلة ، فظن أن صديقه وقع فريسة للدب ، وظل يصيح في الغابة ، بحثاً عنه ولن دون جدوى ، وقرر العم بندق مواصلة السير ، وهو حزيناً على صديقه العم نخلة ، وما أن وصل البلدة حتى علم بوصول العم نخلة للبلدة ، منذ أمس فغضب العم بندق من العم نخلة ، لأنه تخلى عنه وقت الضيق والمحنة ، مع أن الصديق يجب أن يكون حاضراً بجوار صديقه وقت الشدائد .

By Lars