كان هناك نجار اسمه فؤاد ، يعيش في قرية وكانت والدته متوفيه منذ وقت طويل ، وله أب عجوزًا يسمى يعقوب يعيش مع فؤاد ، وكان يعقوب ضعيف للغاية ، فلم يكن حتى يستطيع المشي بطريقة معتدلة .

أما يعقوب ضعيف للغاية لأن فؤاد لم يكن يعطيه أي طعام ، فكان يعطي والده طبق من الخزف وكان يضع في الطبق كمية قليلة جدًا من الأرز ، كان فؤاد رجل شرير دائمًا ويسئ إلى والده دائمًا .

كان لفؤاد ولد اسمه ممدوح ، كان بالعاشرة من عمره هو طفل مؤدب وجيد للغاية ، ويحب جده يعقوب كثيرًا ويحترم جده كثيرًا ، ولم يكن يحب والده بسبب سلوكه ، وطريقة تعامله مع جده يعقوب ، فكان والده يعامل جده بقسوة شديدة وكان ممدوح يكره ذلك .

في أحد الأيام كان الجد يأكل طعامه من الطبق الخزفي التي أعطاه له ابنه فؤاد ، وقع الطبق من الجد يعقوب ، وبالطبع انكسر الطبق إلى قطع صغيرة ، وبالطبع وقع الطعام على الأرض ، وكان فؤاد يعمل في الغرفة المجاورة حين سمع ما حدث ، وحين رأى ما حدث غضب فؤاد للغاية من والده ، وصرخ علىه بالكثير من الكلمات السيئة ، فشعر العجوز بالحزن الشديد بسبب ما حدث ، وشعر بالأسف فقد أثرت فيه كلمات فؤاد عميق التأثير .

فرأى ممدوح ما حدث بين والده وجده ، ولم يحب أبدًا ما قام به والده في حق جده ، فقد كان والده يعامل جده بطريقة مسيئة للغاية ، وفي نفس الوقت كان يشعر بالخوف من التحدث إلى والده فيما فعل ، ويشعر بالحزن على جده ، ولكنه كان أضعف من أن يواجه والده ويقف أمامه فيما يفعله بجده .

وفي اليوم التالي أخذ ممدوح بعض أدوات والده الخاصة بالنجارة وأخذ قطع من الخشب ، وبدأ يصنع طبق من الخشب ، وحين رآه والده أثناء عمله ، فسأله ماذا يفعل ، فأجاب ممدوح أنه يصنع طبق خشبي لجده ، فسأله فؤاد طبق خشبي لماذا ؟

فقال له ممدوح أن أصنع طبق خشبي من أجلك يا والدي ، من أجلك حين تكبر وتصبح رجل عجوز مثل جدي ، سوف تحتاج هذا الطبق من أجل طعامك ، لأن الطبق الخزفي ينكسر بسهولة على عكس الطبق الخشبي ، فأنا على الأغلب سأفعل مثلما فعلت وأوبخك بشدة إن كسرت الطبق الخزفي ، لذا أردت أن أصنع طبق خشبي أهديه لك حتى لا ينكسر ولا أغضب .

فشعر بالصدمة الشديدة لما سمعه من ابنه الصغير ، حينها فقط أدرك أخطاءه ، وتذكر كيف كان والده يعقوب يرعاه في وقت طفولته ، والآن حين أصبح عجوزًا أصبح يعامله بقسوة شديدة ، فشعر فؤاد بالحزن الشديد بسبب سلوكه السيئ مع والده ، وبدأ يتدارك أخطاءه ، ومنذ ذلك الحين تحول إلى شخص أخر أفضل كثيرًا .

منذ ذلك اليوم عامل فؤاد والده باحترام شديد ، وبدأ يعطيه الطعام والشراب بكرم ، فقد تعلم الدرس من ولده الصغير صاحب العشرة أعوام ، وعرف أن الإنسان لا بد أن يكرم والديه في كل وقت ، وأن من واجب الابن أن يراعي حقوق والديه وأن يعاملهم بطريقة جيدة .

مترجمة عن قصة : A Father Learns A Lesson From His Son

By Lars