صرخ محمد بشدة متأوها عندما أراد طبيب الأسنان أن يتفحص أسنانه ، فابتسم الطبيب وربت على ظهره قائلا له : لا تخف يا عزيزي ، سأضع لك المخدر ، أمسك الطبيب بمحقنه ، وحقن الصغير محمد حقنة قوية في فمه ، صاح من قوتها محمد ، ولكن الطبيب الماهر نزع الضرس المعطوب بسرعة .

أمسك الطبيب الضرس ووضعه أمام محمد وهو يقول له : انظر إلى هذا الضرس المعطوب لقد جنيت عليه لقد مات هذا الضرس ، بسبب إهمالك يا صغيري لو أنك غسلت أسنانك بالفرشاة والمعجون ، أو أنك استخدمت المسواك لما تسوس هذا الضرس ولظل سليمًا يؤدي عمله  في فمك .

نظرت الأم إلى صغيرها بتعجب ، ولم تتكلم ، وفي البيت جلس الصغير محمد أمام والدته  ، وهو حزين ، والقطن الطبي يملأ فمه وبالكاد تكلم وتحدث مع والدته بصعوبة بالغة قائلًا:

أعتذر يا أمي لقد أخطأت ، نظرت الأم إلى صغيرها بغضب ، وقالت له : إنك لم تغسل أسنانك منذ فترة كما أخبرتك لقد كذبت علي ، طأطأ الصغير رأسه وتكلم باعتذار بالغ قائلًا : أعتذر يا أمي سامحيني ، سأغسل أسناني باستمرار بالفرشاة والمعجون .

دخل محمد إلى حجرته ونام على سريره ، ثم ساد الصمت برهة من الوقت ـ ونظر الضرس الكبير إلى أصدقائه بغضب وهو يقول لهم : أيرضيكم ما فعله محمد بأخينا ، لقد تركه دون أن يغسله ، ولهذا تسوس واقتلعه الطبيب من مكانه .

لقد مات صديقنا والسبب هو محمد ، وأعتقد اننا بعده يجب أن ننجو بأنفسنا هيا بنا نتركه ، خرجت الأسنان والضروس من فم محمد وتركت فمه فارغًا ، وفي صباح اليوم التالي استيقظ محمد ، واكتشف هروب أسنانه ، فقال في نفسه : هكذا أفضل إنني الآن لن أنشغل بتنظيفهم وغسلهم ، إنها أشياء بلا فائدة .

ارتفع صوت والدته وهي تناديه لتناول طعام الإفطار ، ابتسم محمد وصاح بقوة : حسنا يا أمي ، جلس محمد على السفرة ، وأمسك الخبز ، وقطع منه قطعة صغيرة ، وأخذ قطعة من الجبن ووضعها مع الخبز في فمه حاول مضغها  ولكنه لم يستطع استغرق فترة طويلة حتى مضغ لقمة الطعام .

وعندما ابتلعها أحس بصعوبة بالغة في البلع جعلته يسرع إلى أخذ كوب من الماء وشرب جرعة كبيرة من الماء ، فتعجبت والدته حاول محمد إخفاء ما يحدث ولكنه لم يستطيع لأن والدته لاحظته وقالت له بهدوء : لماذا لا تستطيع مضغ الطعام يا محمد ؟

تلعثم محمد وهو يقول : يبدو أن مكان الضرس مازال يؤلمني ، أخفى محمد الأمر على أمه وذهب لمدرسته ومر اليوم تلو الآخر ، ومحمد لا يأكل شيئا ، فلاحظت الأم هذا الأمر فجلست بجواره ، وقالت له : ماذا حل بك يابني ؟!

بكى محمد وهو يقول : يا أمي لقد تركتني أسناني خافت أن تموت هي الأخرى فتركتني وحيدا ، بكى محمد بحرقة على فراق أسنانه ، ونظر إلى والدته والدموع تملأ عينيه ، وقالت الأم بهدوء وهي تربت على كتفيه : هل ستغسل أسنانك كما أخبرتك بالفرشاة والمعجون .

نظر محمد لوالدته ، والدموع تترقرق من عينيه ، وقال بهدوء : وعد يا أمي ، سأغسل أسناني بالفرشاة والمعجون صباحًا ومساءًا ، ابتسمت الأم وهي تقول : سأعطيك فرصة أخرى كي تحافظ على أسنانك …هل اتفقنا ؟ ، ابتسم محمد وهو يقول : نعم اتفقنا

ربتت الأم على ظهر صغيرها وهي تقول له : استيقظ يا محمد .. استيقظ يا محمد ،فتح محمد عينيه على وجه أمه المبتسم ، ونظر إلى المكان الموجود فيه ، وبحث عن أسنانه  فوجد كل شئ كما كان ابتسم محمد وهو يقول لوالدته : هل كنت أحلم يا أمي ، قالت الام وهي تبتسم : نعم يا صغيري .

قبل محمد وجه أمه واحتضنها  وهو يقول الحمد لله ..أنت جميلة حقا يا أمي رفع محمد الغطاء من على نفسه ، وجرى بسرعة ناحية الحمام ، سألته والدته بتعجب قائلة : ماذا ستفعل ؟

قال لها وهو يمسك بفرشاة الأسنان : سأنفذ وعي لكي يا أمي اغسل أسناني كما أخبرتك صباحًا ومساءًا ، تعجبت الأم من كلام محمد فحدثت نفسها بصوت خافض وهي تقول : متى أخبرني بهذا ؟ ولكن لا بأس .

By Lars