في حديقة قصر الملك ، كان هناك أميرة جميلة الوجه ، مليحة القسمات ، تلعب بكرتها الذهبية بالقرب من البحيرة الصغيرة ، وكانت الكره هي هدية أمها الملكة لها قبل موتها .
وبعد ساعات من اللعب واللهو ، سقطت الكره في البحيرة الصغيرة ، فحزنت الأميرة لذلك أشد الحزن ، وأخذت تبكي ، فسمع صوت بكائها ضفدع صغير ، قبيح الوجه ، غريب الرائحة ، كان بقاع البحيرة التي تقع في منتصف الحديقة ، فسألها عن سر حزنها الشديد ، فحكت له عن كرتها الذهبية ، وكيف وقعت منها أثناء اللعب .
فقال لها الضفدع : هذا أمر بسيط أستطيع أن أحضرها لك أيتها الأميرة الجميلة ، ولكن بشرط ، فقالت له وما شرطك أيها الضفدع الصغير ؟
قال لها : أن تدعيني أكل من طبقك ، وأشرب من كأسك ، وأنام معك على نفس سرير نومك ، فظنت الأميرة أن يمزح ، وقالت له حسنًا ، حسنًا ، ولكن أحضر لي كرتي أولًا .
فنزل الضفدع الصغير إلى عمق البحيرة ، وخرج ومعه الكرة الذهبية ، وفرحت بها الأميرة كثيرًا ، فلما خرج الضفدع ، وأزال الماء عن جسده ، قال لها : هيا بنا أيتها الأميرة .
فردت عليه الأميرة بكل غرور : وقالت إلى أين أيها المسكين ، هل ظننت أنك ستكون رفيقي وأنا الأميرة ، هذا لن يحدث قط .
وأخذت تجري حتى وصلت لباب القصر ، فدخلت وأغلقت الباب خلفها بسرعة كبيرة ، حتى لا يستطيع الضفدع اللحاق بها ، فمشى الضفدع حزينًا .
وفي المساء جلست الأميرة تتناول الطعام مع أبيها الملك ، وفجأة دق جرس الباب ، فقامت لتفتح ؛ فإذا بالضفدع الصغير يقف أمامها ، ويطلب منها أن تسمح له بالدخول .
ولكنها أغلقت الباب في وجهه ، وجلست تكمل العشاء مع أبيها ، فدق الجرس مرة أخرى ، فلم تفتح الأميرة هذه المرة ، فلاحظ الملك تصرفها هذا وسألها عن سر ذلك .
فأخبرته بقصدها مع الضفدع الصغير ، فأمرها أبوها أن تفتح له ، وتسمح له أن يشاركها الطعام والشراب كما وعدته ، لأن الإنسان الجيد لا يجب أن يخلف وعده مهما حدث ، فظهر الضيق على وجه الأميرة ، ولكنها لم تملك فعل شيء بعد ما قاله والدها ، وبالفعل فتحت الأميرة الباب ودخل الضفدع ، وجلس إلى جوارها على المائدة.
وحينما همت الأميرة بتناول الطعام ، وحاول الضفدع أن يأكل من طبقها ولكنها رفضت ، فذكرها الملك بوعدها وطلب منها أن تدعه يأكل معها ، ظلت الأميرة تأكل وهي في غاية الضيق ، وبعد تناول الطعام توجهت بسرعه إلى غرفتها ؛ فلحقها الضفدع ، ودخل معها ، وطلب منها أن ينام على السرير التى تنام عليه .
فرفضت وقالت له أنت ضفدع مقزز ، وأنا أميرة جميلة ، كيف ننام سويًا على نفس السرير ؛ فلما سمعها والدها وهو مار بجوار الغرفة ، وبخها وذكرها بالوعد ، فأطاعت الأميرة كلام الملك ، وسمحت له أن ينام بجوارها .
وحينما استيقظت في اليوم التالي وجدت شابا جميلًا يقف بجوارها ، فخافت أن يكون لصًا تسلل إلى غرفتها ، ولكنه طمأنها وقال له : أنه نفسه الضفدع الذي أحضر لها الكرة الذهبية من بحيرة القصر .
وأن هناك ساحرة شريرة أرادت الانتقام من أبيه الملك الذي طردها خارج البلاد ، فحولته بسحرها إلى ضفدع قبيح ، وأخبرته إحدى الجنيات أن هذا السحر ، لن ينفك إلا إذا أكلت من طبق الأميرة ، وشربت من كأسها ، ونمت في سريرها ، حينها فقط ستعود كما كنت أميرًا جميلًا .
فتعجبت الأميرة كثيرًا من قصة الأمير ، وطلبت منه أن يسامحها لأنها كانت مغرورة معه في البداية ، ولم تنظر إلى قلبه الطيب ، ونظرت فقط لشكله القبيح ، فسامحها الأمير ، وأخبرها أنه يحبها ، ويريد الزواج بها ، فسرت بذلك كثيرًا ، ووافقت على الفور .