يحكى أنه في إحدى المرات ، كان هناك شجرة جامون جميلة ، تنمو على ضفة النهر ، يعيش على هذه الشجرة قرد صغير يحب أن يأكل فاكهة الجامون اللذيذة ، والتي تنمو على فروعها .
وذات يوم اقترب تمساح جائع من القرد متسائلًا : هل تسمح لي أن آكل بعض الفاكهة من شجرتك الجميلة ؟ .
فوافق القرد دون تردد وسرعان ما رمى ببعض فاكهة الجامون الحلوة إلي التمساح الجائع ، فأكل التمساح حتى شبع .
وجاء اليوم التالي وسأل القرد مرة أخرى ، أن يرمي له فاكهة الجامون الحلوة مرة أخرى ، فوافق القرد على مشاركة طعامه مع التمساح ، وظل التمساح يتردد على شجرة الجامون كل يوم لعدة أسابيع وسرعان ما أصبح القرد والتمساح صديقين .
وفى يوم ما طلب من صديقه قائلًا : زوجتي تعاني من الجوع بالمنزل ، هل لي بأخذ بعض الطعام من الشجرة لها ؟ ، ولأنهما أصدقاء لم يرفض ، ووافق على إعطائه الفاكهة ليأخذها لزوجته .
فشكر التمساح القرد وأخذ الفاكهة لزوجته ، ولكن الزوجة لم تكن لطيفة كالتمساح فهي شريرة ، دائمًا ما تتآمر ضد الحيوانات الأخرى فى الغابة ، وعندما رأت الفاكهة تساءلت قائلة : من أين لك بهذه الفاكهة الجميلة ؟ .
أجاب التمساح : من القرد صديقي العزيز ، فهو يعيش على أغصان شجرة الجامون التي على ضفة النهر.
سكتت الزوجة الشريرة برهة ثم قالت : قرد يأكل هذه الثمار الحلوة ، ما أجمل قلبه.! سيكون مذاق قلبه جميلًا.! ، أريد قلب هذا القرد لأتناوله وسوف تحصل عليه وتقدمه لي .
فرد التسماح مذهولًا : لا أستطيع أن أتخيل هذا الأمر الرهيب ، هذا صديقي ، وأنا لن أفعل ذلك أبدًا .
فكرت الزوجة الماكرة مرة أخرى ثم قالت : أنا لا أعتقد انك تحصل على هذه الفاكهة الجميلة من قرد كما تقول ، أنت تخدعني وتعرف تمساحه غيري ، تمساحه أخرى أنا أعلم ذلك كنت تغشني .
إحتج الزوج بكل براءة وازداد حزنًا من اتهامات زوجته ، وقرر أن يظل بعيدًا عن القرد وعن الشجرة ، على أمل أن حياته ستعود لسابق عهدها ، وأن تعود زوجته عن تفكيرها وتنسى كل شئ عن خطتها الشريرة .
ولكن الأسابيع مرت ببطء ، واستمرت زوجة التمساح فى اتهامه بخداعها وغشها ، على الرغم من علمها أن ما تدعيه ليس هو الحقيقة .
فقالت التمساحه لزوجها : أنا أعلم أنك لو كنت تحبني كما تقول وأن هناك قردًا كما تزعم ستأخذنني إليه وستساعدني فى القبض عليه لكي أكله .
فى نهاية المطاف وافق التمساح المغلوب على أمره ، وأصبح مقتنعًا بالذهاب للقرد والقبض عليه وأن يأتي بقلبه لزوجته ليثبت لها حبه وإخلاصه ، ووصل التمساح إلى الشجرة في المساء التالي وهو يشعر بالذنب ، نزل إليه القرد وسأله : أين كنت كل هذه الاسابيع يا صديقي ؟ ، لقد غبت كثيرًا .
فأجاب التمساح كما لقنته زوجته ، لقد أصرت زوجتي الطيبة على أن تأتي لتناول العشاء عندنا فهي ، تود شكرك على فاكهة الجامون الحلوة ، التي أرسلتها لها ولكن هناك مشكلة فمنزلنا على الضفة الأخرى من النهر ، فإذا حاولت العبور للضفة الاخرى ستغرق وأنا لا أريد هذا بالتأكيد .
رد القرد قائلًا : ولكنك يمكنك أن تحملني على ظهرك عبر النهر وبالتالى ، سأكون قادرًا على تلبية دعوة زوجتك .
وكان التمساح حزينًا على خداع صديقه ، ولكن الأخر كان فرحًا بالدعوة وقفز سريعًا إلى الأسفل ثم على ظهره ، وبدأ الصديقان النزول فى الماء وعبور النهر ، نحو المنزل فى الجهة الأخرى .
وظل يسبح به عابرًا للنهر ، وفجأة توقف وقال للقرد : لم أعد قادرًا على خداعك يا صديقي ، زوجتي الشريرة تريد أن تأكل قلبك أنا آسف جدا .
إرتعد القرد الذكي ولكنه تماسك أما التمساح ، حتى لا يرى الخوف فى عينيه وأجاب بهدوء جدا ، أوووه ، لماذا لم تقل لي من قبل يا صديقي العزيز لقد تركت قلبي على شجرة الجامون ، يجب أن نعود حتى أحصل على قلبي لزوجتك .
وكان التمساح مندهشًا جدًا كيف هذا المجنون على استعداد للتخلي عن قلبه ؟ ولكنه سرعان ما غير مساره للعودة نحو الشجرة للإتيان بالقلب ، ما دام هذا الأمر لا يضايق صديقه وكذلك زوجته ، ستفرح عندما يأتيها بقلبه .
وبمجرد وصولهم إلى الشجرة ، قفز القرد من على ظهر التمساح ، وتسلق الشجرة بأسرع ما يمكن حتى وصل الى أعلى فرع ، وعندما كان على يقين من أنه آمن نظر الى أسفل نحو التمساح قائلًا :
أنت تمساح سخيف ، فقلبي يضرب فى صدري حيث كان دائمًا ، أما زوجتك الشريرة فلن أعطيها فرصة أبدًا ليكون قلبي طعامًا لها ، أما أنت فلا تحدثني مرة أخرى لأنك خنتني .! إذهب بعيدًا الآن .
وقف التمساح مفكرًا نادمًا عما فعل ، ثم بدأ فى السباحة نحو منزل زوجته ، وهو يشعر بالحزن والذنب لأنه خان صديقه ، وبمجرد أن وصل منزله سألته زوجته : أين القرد ؟
أجابها : لقد خدعني ولن ينزل من الشجرة مرة أخرى .
لكن الزوجة لم تقتنع بهذه القصة وطردته من المنزل ، وطلبت منه عدم العودة مجددًا ، فأصبح التمساح وحيدًا حزينًا ، وبدأ يسبح فى النهر بعيدًا عن كل من يعرفه ، لم يكن ليعلم أين هو ذاهب ولكنه كان يعلم أن نهايته ، كانت فى اللحظة التى خان فيها صديقه .
سبح التمساح حزينًا فى أعماق النهر فى الظلام ، وهو يقول لنفسه هذا ما استحقه ، هذا جزاء الخيانة .
قصة مترجمة : the foolish crocodil