قصة حلم الصغير ملعونة ذاكرتي !! لا تنسى ولا تخطيء .. وجوه صغيرة تتجول في أروقتها بين الفنية والأخرى ،
أسماء ثلاثية ، بالكمال والتمام ، تقفز منها فجأة دون أي مناسبة .
نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع القصص الأوزبيكي ، للمؤلف عبدالله قهار ، ولد 1907م في مدينة خوقند في منطقة فرغانة ،
ومن أشهر أعماله : صوت من التابوت ، الأسنان المريضة ،
وقد قام بترجمة عدة أعمال للغة الأوزبيكية مثل الحرب والسلام ، توفيّ عبدالله قهار عام 1968م .
قصة حلم الصغير
مرور السنين :
أتعرّف على طلابي بعد أن صاروا شبانًا ورجالاً ، متى ما ألتقيتهم في الطريق ،
أتذكر أحلامهم التي كانوا يخبرونني بها واحدًا تلو الآخر ،
تُرى هل حققوها أن لا يزالون يسعون إليها .. أم أنهم ببساطة تناسوها ؟
استغراب والحفيد :
في صباح يوم الاثنين الماضي ، شاهدت وجه أحدهم وهو لا يزال صغيرًا في سن التاسعة كما عهدته ،
تأملته مبتسمة وأنا أسير بسببابتي نحو وجهه ، سألته عن اسمه فأجابني على الفور : مصطفى .. اسمك بالكامل ؟ مصطفي محمود علوان ..
قالها وهو يرنو إليّ مستغربًا ، أومأت برأسي مبتسمة ،
إنّه ابن محمود علوان إذًا ، الولد العبقري المشاكس ، أما هذا الصغير
، كما تبين لي بعدها ، فقد كان زميلاً لحفيدي في المدرسة .
الذاكرة الملعونة :
ملعونة ذاكرتي .. ها أنا ذا قد جاوزت الستين ولن تصُب بأي عطب ! تركتني ابنتي ،
بعد أن جلست على كرسي شبه متهاوٍ ،
على بعد مسافة ثلاثة أمتار عن الصيدلية التي قصدتها ابنتي من أجل شراء الدواء الذي وصفه لي طبيب الأمراض القلبية .
ألتفت بعدها إلى يساري ، حيث جدارٍ مهترئ عُلقت عليه وجهًا اعرفه ، نهضت لأقترب منه أكثر ،
ربما أخطأت هذه المرة ، فقد نسيت اليوم أن أضع نظارتي الطبية ،
أخذت أتأمل ملامح وجهه وأتحسسها .. لم أشأ أن أنزل بعينّي إلى اسمه .
حلم الصغير :
أمي .. ماذا دهاك !!.. ماذا هناك !! ألتفت إليها بينما كفّي لا تزال على الصورة ، تخفي الاسم تمامًا ،
سألتني بقلق : هل تعرفينه ؟ حسن محمد سعدون .. أجبتها وأنا أرفع كفي عن اسمه .. بلى انه هو ، الابتسامة ذاتها ولكن .. لم يكن هذا حلمه .
حلمه الأخير :
أمسكت بيدي ، بعد أن عجزت عن قول جملة مناسبة ، تشبثت بيدها جيدًا ، أرمي بثقلي وهمي عليها ،
هممنا بالمغادرة ، ألتفتت إلى الصورة من جديد ، تأملتها بأسىً ،
ثم قالت : حتى الأحلام تتغير يا أمي ، بلا شك أنّ الشهادة كانت حلمه الأخير .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا