قصة الفراشة البيضاءقصة الفراشة البيضاء

قصة الفراشة البيضاء  قصة من روائع الأدب الأمريكي البرازيلي ،

للكاتب المعاصر والمؤلف البرازيلي دالتون جيرسون تريفيزان  ،

ولد في 14 يونيو 1925م ، يبلغ من العمر 93 عام ،

وهو من أشهر المؤلفين البرازيليين للقصص القصيرة .

تخرج من الجامعة الاتحادية في بارانا في الدراسات القانونية ،

ولكن نادرا ما يعمل في مهنة القانون ، فاز بجائزة  عام 2012م،

وهي جائزة المؤلف البارزة باللغة البرتغالية ،

والتي تبلغ قيمتها مائة ألف يورو ، ومن أشهر أعماله  ميستيريوس دي كوريتيبا ، ديساستر دو أمور .

 

القصة الفراشة البيضاء


هي منتهية تقريبًا ، فالرئة متعفنة تمامًا ! كان أول إجراء عملية أو علاج بالكوبالت قد فات تماما ،

فلماذا لا تشتكي من ألم ؟ ليس هناك أي ألم أو ارتفاع في الحرارة ،

ويتعذر عليها التنفس ، والنافذة مفتوحة على مصراعيها ، لم يبق لها سوى مزقة من الرئة .

مرض الأم :


وأنت تعاتبها لأنها تحب التدخين وتشعل هي الأم المبتلاة ، سيجارة من أخرى؟ ودائما السعال ،

الذي يجبرها على النهوض جالسة ، ملتوية فوق فراشها ، لا أستطيع أن أنام ، يا ابني ، الجو خانق ،

هذه الغرفة لا هواء فيها ، ويذهب الشاب إلى فراشه وهو يسمع السعلة الخفيفة التي تكتمها في وسادتها حتى لا تزعجه .

 

الأم والابن :


هل هو مرض خطير يا ابني ؟ أمي ، ما هذا الكلام الفارغ ؟ لماذا لم يعطني الطبيب دواء ما ! كل ما فعله هو أنه منع السجائر !

وكل أسبوع يطلب الابن روشته جديدة من الطبيب ، وبعض الفيتامينات ،

تقفز هي إلى خارج الفراش ، وتطبخ الطبق المفضل للابن ، وتنزل إلى الشارع من أجل شلتين من الصوف الأزرق .

 

واشتد المرض :


متعبة جدا استندت إلى الحائط ، ورغم ادراكها كم يكلفها ، هي الأرملة الفقيرة ، أن تربي ابنين ، كانت مضطرة إلى أن تأخذ سيارة أجرة ،

أما الآن فهي لم تعد تخرج هادئة في ركنها ، وهي تلف خيطًا على إصبع صغير مرتعش ، وفمها فاغر أمام النافذة .

تعليمات الطبيب وحقنة التخدير :


نفسها مقطوع ، ويمكن أن تسقط من النافذة ، يحذر الطبيب ، ويمكن أن تلقي بنفسها منها !.. كل ليلة يعطيها الابن حقنة ،

وتغفو بالكاد وتشعر بآلام شديدة ،  وتمزق قميص نومها فوق صدرها النحيل الضامر ، وهي الممتلئة الجسم بنعومة دوما ،

تسعل وتزداد نحولاً ، يرقص شبشبها القطيفة على قدمها ، ودبلة زواجها على إصبعها ، ماذا سيحدث لك ؟ وعندما تكون سكران ، من الذي سيمسك جبينك ؟ هذه الحقنة ستجعلك على ما يرام ، وفي الأيام الأخيرة تعتني بها ممرضة شابة حلوة ، وهي لم تفق بعد تمامًا ، وحقنة أخرى لتخديرها : أنها لا تشكو ألم ، فقط ذلك التلهف على ابتلاع الهواء كله .

احتضار :


ويندفع الصبي نازلًا على السلالم ، ويدخل أول حانة ، وعندما يعود يرى وجه أمه الشاحب ، وفمها الممصوص إلى الداخل خاليًا من أسنانه ، وتنفسها يضعف قبيل الفجر ، ونادرًا ما تتكلم ، وهي ترسم إشارة الصليب وتغطي وجهها بالملاءة ، ليتها تصاب بسكتة قلبية ! تهمس الممرضة .

دموع وصراخ والمصعد :


وصرخة في منتصف الليل ، ويستحم وجهه بالدموع ، مرة أخرى ذلك الحلم الذي يدخل فيه المصعد ، ومهما ضغط على المفتاح بقوة ، لا ينغلق الباب ، وهو مسمر في قاع بئر المصعد ، وهناك في الأعلى ، سعال أمه ، وهو لا يستطيع أن يساعدها ، وعلى جبينه الملهتب ، ملاطفة الفتاة بحنان! نامي معي ، حرارتك مرتفعة يا جوان ، أطلب منك معروفًا ، إني أموت حزنًا .

الفراشة البيضاء :


رغم أنها ترفض أن تستلقي ، يأخذها على الواقف متكئة على الحائط ، ثم تلك الراحة الكبرى ، ويسقط نائمًا ، وفي الثالثة صباحا تناديه الفتاة ، الزبد الأسود يفور من أنف المرأة المحتضرة ، يا أمي المسكينة : أكثر تعبا من أن تسعل ، العينان مفتوحتان دون أن تريا ، التشنجات التي تهز الفراش ، أنين خافت ، ابتسامة ، سكون تام ، انظر يا جوان ، ومن خلال النافذة تطير فراشة كبيرة بيضاء .

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Lars