قصة طائر الكناريقصة طائر الكناري

قصة طائر الكناري سيدتي ! يتعين عليّ ألا أفي بوعدي ، وأن أكتب لك رسالة ، لمرة وحيدة أخرى ،

لم يعد بمقدوري الحفاظ على طائري الكناري ، اللذين تلقيتهما منك ، في العام الماضي ،

فقد كانت زوجتي تعني بهما ، على الدوام أما مهمتي الوحيدة فهي التطلع إليهما والتفكير فيك ، خلال رؤيتي لهما .

نبذة عن المؤلف :


رواية من روائع القصص العالمي الياباني ، للمؤلف والأديب الحاصل على جائزة نوبل عام 1968م ،

ياسوناري كاواباتا ، ولد كاواباتا في أوساكا – اليابان في 14 يونيو عام 1899م ،

من أشهر مؤلفاته ابتهالات العذارى ، مظلة ، طيور الكركي الألف ، ، توفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .

لقد أنت من قالها ، أليس كذلك ؟ قلت : لديك زوجة ، ولدي زوج ، فلنكف عن اللقاء ! لو أنك لم تكن لك زوجة ،

إنني أعطيك هذين الطائرين لتتذكرني بهما ، إنهما زوج الآن .

قصة طائر الكناري

تذكار حي :
ولكن صاحب المتجر ، أمسك بذكر وأنثى على نحو عشوائي ، وزجهما في قفص ، ولم يكن لهما في الأمر بد ،

على أي حال ، أرجو أن تتذكرني بهما ، ربما كان من الغريب أن يعطي المرء مخلوقات حية كتذكار ، ولكن ذكرياتنا حية بدورها ،

وذات يوم سينفق طائر الكناري ، وعندما يأتي أوان موت الذكريات ، التي ربطت بيننا فدعها تمت .

موت طائري الكناري :
الآن يبدو طائرا الكناري ، وكأنهما يوشكان على أن ينفقا ، فمن أبقت عليهما ماتت ، ورسام مثلي مهمل وفقير ،

كما هو شأني ليس بوسعه الإبقاء على هذين الطائرين الرقيقين ، لسوف أطرح الأمر بجلاء ، لقد اعتادت زوجتي العناية بالطائرين ،

أما الآن فقد ماتت ، ولما كانت قد ماتت فإنني أتساءل عما إذا كان الطائران سيموتان بدورهما !

ذكريات :
هكذا سيدتي ، هل كانت زوجتي هي التي جلبت ذكرياتي عنك ؟ .. فكرت في إطلاق سراحي الطائرين ،

ولكن منذ وفاة زوجتي ، بدا أن أجنحتهما قد غدت ضعيفة ، على حين غرة ، وفضلا عن ذلك ، فإن هذين الطائرين لا يعرفان السماء ،

وهذا الزوج من الطيور ليس لهما رفاق في المدينة ، أو الغابات القريبة ، يمكنهما المضي في سرب واحد معهما .

ولو أن أحدهما حلق بعيدا وحده ، فإنهما سينفقان منفصلين ،

ولكنك قلت أن الرجل في حانوت الحيوانات والطيور ، الأليفة ، قد أمسك ذكر وأنثى على نحو عشوائي وزجهما في القفص !.

متاعب :


وبمناسبة الحديث عن ذلك ، فلست أرغب في بيعهما لمتعهد طيور ، لأنك أعطيتني هذين الطائرين ،

ولست أريد إعادتهما لك أيضا! حيث كانت زوجتي هي التي تعنى بهما، وفضلا عن ذلك ، فإن هذين الطائرين ،

اللذين ربما نسيتهما بالفعل ، سيشكلان متاعب جمة بالنسبة لك .

فضل الزوجة :
لسوف أطرح الأمر مجددًا ، لقد عاش الطائران حتى الآن ،لأن زوجتي كانت هاهنا ، وشكلًا ذكرى باقية منك ، ولذا سيدتي ،

فإنني أرغب سيدتي في جعلهما يتبعانها في موتها ، فلم يكن إبقاء ذكرياتي حية عنك ، هو الشيء الوحيد الذي قامت زوجتي به .

طائر الكناري :
كيف كان بمقدوري أن أعشق امرأة مثلك ؟ ألم يكن ذلك راجعًا إلى أن امرأتي ظلت معي ؟

لقد جعلتني زوجتي أنسى كل الألم الذي عرفته في حياتي ،

وتجنبت رؤية النصف الآخر من حياتي ، ولو أنها لم تفعل ذلك ،

فإنني يقينيا كنت سأشيح بناظري عنك أو أحدق في الأرض أمامك !! سيدتي ،

أترين بأسا في أن أقوم بذبح طائري الكناري ، ودفتهما في قبر زوجتي ! .

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Lars